عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
باسم الله نبدأ، وللوطن والشعب نعمل

باسم الله نبدأ، وللوطن والشعب نعمل

بقلم : أيمن عبد المجيد

"أعتقد أن كل عمل مجيد يكون في أوله نزوة طارقة ثم يستحيل إلى فكرة، فإذا رسخت أصبحت يقينًا فجنونًا".. بهذه العبارة علقت السيدة فاطمة اليوسف، في الصفحة السابعة، على مقال الأستاذ إبراهيم عبدالقادر المازني، المنشور في الصفحة الثالثة بالعدد الأول ذاته لمجلة "روز اليوسف" الصادر في 26 أكتوبر عام 1925م. 



"روز اليوسف"، كان عنوان مقال الأديب الكبير، الذي بدأه قائلاً: "روز اليوسف - كما يعرف القراء - اسم سيدة أحالته صاحبته - كما يرون الآن - اسمًا لمجلة، ورمزًا لمعنى تحاول أداءه، وعنوانًا لمسمى تعالج أعباءه، وأنها لثقيلة عسيرة! وأحرى بمن يعرف "روز" الممثلة النابغة أن يتعذر عليه أن يجرد اسمها من الحواشي المادية، وألا يقرنه في ذهنه إلا بالمعاني ...". 

وختم مقاله: "هناك - إذن - على المسرح يا سيدتي مجالك فارجعي إليه، وإذا أبيت إلا المجلة فلتكن سلوى لا شغلاً".

في هذا العدد الأول من المجلة، دروس وعبر، فالسيدة فاطمة اليوسف، نشرت في مكان متقدم مقالاً ينتقد تجربتها الوليدة ويتنبأ بفشلها، فقد رسخت لحرية الرأي، وفي الوقت ذاته قدمته على الرد، فقد جاء ردها في الصفحة السابعة، بينما فضلت إتاحة المجال للأعمال الصحفية النابضة بالحيوية لتتصدر الصفحات المتقدمة، فربما جال بخاطرها أن المنتج الصحفي الحرفي أبلغ رد على الناقد.

بخمسة جنيهات أسست فاطمة "روز اليوسف" المجلة، كان ثمن النسخة الأولى "عشرة مليمات"، كانت على يقين أنها تؤسس لعمل مجيد، وسرعان ما رسخت الفكرة، فباتت يقينًا، ومدرسة صحفية تجتذب المبدعين، وتخرج عمالقة الصحافة المصرية والعربية.

ربما لم يتوقع الأستاذ المازني، ولا الأستاذة فاطمة اليوسف، أن "روز اليوسف" المجلة ستتحول إلى مؤسسة عريقة، تصدر ثلاث مطبوعات ورقية، و"كتاب ذهبي"، وبوابة إلكترونية، تواصل دورها التنويري عشرات السنوات، وستبقى -بإذن الله - أَبد الدهر. 

عايشت "روز اليوسف"، السيدة، تحديات النشأة، ومعارك السياسة، وعثرات التمويل، وسنوات المصادرة، لكنها كانت دومًا على قدر التحدي، مؤمنة بالوطن، وثوابته، تدافع عن استقلال القرار الوطني، تحارب التطرف، وتنثر بذور التنوير.

وتتوالى الأجيال وتختلف التحديات، لكن الثوابت باقية، فالتلاميذ على الدرب سائرون، مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، ووحدة الشعب هدف لا نحيد عنه، ومحاربة التطرف معركتنا المستمرة حتى نقتلع التخلف والفكر الضال من جذوره، وخدمة الشعب المصري واجب. 

لكل عصر أدواته، ولكل جمهور خصائصه، ولكل رسالة إعلامية مضامينها، وأساليب صياغتها، ووسيلة تلائم طبيعة العصر وحاجات المستقبل لنقلها. "الإصدارات الصحفية الإلكترونية" وسائل حديثة لنقل الرسالة من المرسل إلى المستقبل، تواكب مستجدات العصر، في ظني - وليس كل الظن إثم - أنها الصحيفة الأقدر على التأثير الأوسع، لما تمتلكه من خصائص، فمن حيث مجال التوزيع، هي نوافذ مفتوحة على العالم عبر الشبكة العنكبوتية تخاطب جمهورًا عالميًا على عكس المطبوعات الورقية المحكومة بالنطاق الجغرافي للتوزيع، وبمعيار السرعة، تستطيع البث على مدار الساعة وفي لحظة الحدث، تستطيع التغطية المباشرة بما يتوافر لها من وسائط الفيديو والبث المباشر للفعاليات. 

والأهم هو توسع الجمهور في استخدام الإنترنت، فمصر 60% من قوتها البشرية شباب، وغالبية مستخدمي الإنترنت من الشباب. والشباب هو الأمل لبناء المستقبل، وهو الطاقة المستهدفة من القوى المعادية.

 لذا فالإصدارات الصحفية الإلكترونية، حلقة جديدة بالغة الأهمية في مراحل تطور الإعلام، وعلى عاتقها مسئوليات مهنية ووطنية جسام، لما تتمتع به من إمكانيات، فالإعلام يجب أن يدرك أنه خدمة تقدم للجمهور، يتوقف تقبله على مدى الجودة، والقدرة على إشباع رغبات مستهلك المادة الإعلامية، جودة المحتوى، والرسالة، والفكرة، والمضامين المحققة لأهداف الصالح العام، وأساليب التقديم للجمهور.

ولا يفوتني أن اتقدم بالشكر للزميل عبدالجواد أبوكب رئيس التحرير التنفيذي السابق لبوابة روزاليوسف على جهده، متمنيًا له التوفيق.

 جاء قرار الهيئة الوطنية للصحافة، بتعيين رؤساء تحرير للإصدارات الإلكترونية في المؤسسات الصحفية القومية، بمثابة شهادة ميلاد للصحافة الألكترونية إصدارًا مستقلًا، بعد أن ظلت لسنوات دون أب شرعي.

باسم الله نبدأ، وللوطن والشعب المصري نعمل، بالضمير المهني متحصنين، لراية التنوير في مواجهة الفكر الظلامي رافعين ، للفساد بكل أنواعه كاشفين محاربين.. سائرين على الدرب، من الماضي نستلهم خبراته، مدركين تفاصيل الواقع بتحدياته، نمتلك قدرات ومؤهلات استشراف المستقبل والتعاطي مع توقعاته.. والله الموفق والمستعان.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز