عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الله.. "ليس مذكر ولا غائب"!

الله.. "ليس مذكر ولا غائب"!

بقلم : محمد نوار

في القرآن الكريم يأتي الضمير هو للإشارة إلى الله تعالى: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) الإخلاص 1، (اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ..) البقرة 255، مع أن الضمير هو يقال للمذكر ويستخدم للغائب، والله لا يوصف بالذكورة ولا الأنوثة، وحاضر معنا، فلماذا يتكلم الله عن ذاته تعالى بصيغة المذكر وضمير الغائب؟ والضمير هو تكرر في القرآن الكريم 481 مرة، منها 295 مرة يعود فيها الضمير هو إلى الله: (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) الحديد 1، (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) الحديد 3، (..وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ..) الحديد 4.



في الآيات تكرر الضمير هو ليعبر عن لفظ الجلالة، ويؤكد أن الله يعلم كل شيء في السماوات والأرض، ولذلك يؤكد قوله تعالى (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ) على عدم غيابه عنا، حتى وإن غاب عن حواسنا فقط. والضمير هو بنسبته لله تعالى يعني الحضور والشهادة وليس الغياب، ولذلك نجد أن استعمال الضمير هو مع الله تعالى في القرآن، يختلف عن استعمال نفس الضمير مع غير الله.

فالضمير هو يدل على حضوره تعالى بالعلم والسمع والبصر الإلهي: (فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَآئِبِينَ) الأعراف 7، ويعلم تعالى الغيب والشهادة: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ..) الحشر 52. وفي اللغة يتم استخدام صيغة هي للتعبير عن الشىء المكون من اثنين، مثل العين هي التي تنظر، والأذن هي التي تسمع، فالإنسان يمتلك اثنين من كل منهما، وتستخدم صيغة هو للتعبير عن الشيء الواحد، مثل الفم هو الذي يأكل، فلغوياً يتم التعبير عن الله بصيغة هو، لأنه تعالى واحد لا شريك له. في قواعد النحو الضمير هو ضمير الغائب، ولكنه يأتي في القرآن الكريم للتعبير عن الله تعالى بمعنى يختلف عن معناه في قواعد النحو، ولذلك يجب عند قراءة القرآن أن نفهم المعاني بلغة ومصطلحات وقواعد القرآن، لأن آيات القرآن الكريم يفسر بعضها البعض. 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز