عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
حضرتك مين يا خبير الفضائيات

حضرتك مين يا خبير الفضائيات

بقلم : رشاد كامل

لا أتذكر أننى سمعت أو شاهدت الأستاذ «حاتم الجمسى» الذى كان حديث صحيفة «نيويورك تايمز» منذ أيام، وكتبت عنه إنه يظهر فى بعض الفضائيات المصرية بوصفه محللا سياسيًا وخبيرًا فى شئون السياسة الأمريكية.



وقالت نيويورك تايمز إن حاتم 48 سنة الذى يعيش فى ولاية كاليفورنيا يملك محلا لبيع السندوتشات - خاصة البيض - وبعد أن ينتهى من مداخلته التليفزيونية التى تكون على الهواء مباشرة يخرج من غرفة غسيل الصحون التى يستخدمها كاستوديو يعود إلى زبائنه ليقدم لهم ما يحتاجون إليه من سندوتشات!!

وفى حواره مع النيويورك تايمز قال: كنت قلقًا من أن يتساءلوا كيف سيحلل هذه الأحداث الكبيرة وهو مجرد رجل يبيع السندوتشات؟! وعن البداية يقول: «كنت قد كتبت عدة مقالات كهواية، وفى إحدى هذه المقالات تنبأت بفوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة بعكس كل التوقعات وهو ما لفت الانتباه لى، واتصل بى شخص من تليفزيون النيل المصرى لكى أتحدث فى هذا الشأن».

كان موضوع «حاتم الجمسى» قد شغل مساحة كبيرة من اهتمامات القنوات الفضائية والمواقع الإخبارية بطبيعة الحال، أما قنوات جماعة الإخوان الإرهابية فى تركيا والمواقع الأخرى التى ترعاها قطر فقد وجدت فى الحكاية مادة للهجوم على مصر والنظام وثورة الثلاثين من يونيو وراحت تصرخ وتولول وتهاجم الإعلام المصرى سواء الرسمى أو حتى القنوات الخاصة!!

وكان تركيز السخرية حول عمله وهو أنه صاحب مطعم يبيع السندوتشات، وتناسوا أن الرجل مثقف ومتعلم ويجيد الإنجليزية ويعيش فى الولايات المتحدة منذ عام 1999 أى منذ 18 عامًا وبطبيعة الحال فهو يملك الحد الأدنى من الاهتمامات السياسية!!

لكن الموضوع الذى لم تجرؤ الفضائيات والمواقع الإخوانية أن تفعل نفس الشىء باحترافية وكذب وتزوير ونصب فى برامجها، فما أكثر الضيوف الذين تستضيفهم على أنهم خبراء فى الاقتصاد والسياسة وهم مجرد نكرات تافهة لم يسمع بهم أحد لا فى مصر وبطبيعة الحال خارج مصر.

وللأسف الشديد فإن بعض المواقع المصرية فعلت نفس الشىء وهاجت وسخرت من الرجل، وكان الأجدى والأجدر بها أن تسخر وتنتقد نفسها حيث تستضيف أى عابر سبيل أو نكرة تافهة وتمنحه لقب المفكر أو الخبير العالمى أو المحلل الاستراتيجى.. وهات يا كلام فارغ وثرثرة عبيطة.

ولم يتوقف أحد أمام ظاهرة دخول الهواة - بغير علم أو ثقافة إلى مجال النقد والتحليل وشرح أعقد الأمور الاقتصادية والسياسية ليس فى مصر بل فى كل الفضائيات العربية!

الفضيحة الأكبر التى ارتكبتها الفضائيات والمواقع الإخوانية هو ما كشفه حاتم بنفسه لليوم السابع منذ أيام حيث قال:

«لم ارتكب جرمًا لأدافع عن نفسى، وترجمة القصة من جريدة نيويورك تايمز لم تكن أمينة، وللأسف بعض المواقع كتبت أنها اتصلت بى، ويشهد الله أننى لم أتحدث معهم، عدم المهنية والحرفية فى تناول الميديا العربية شىء مؤلم، لا أعرف لماذا يضعون كلامًا لم أقله على لسانى؟! وقناة الجزيرة اتصلت بى بعد نشر الموضوع بدقائق لكننى رفضت التحدث معهم لأن هذا مبدأ عندى، لن أفعل شيئًا ضد بلدى. أحب بلدى وأدافع عنها بكل قوة».

وأتوقف طويلًا بالدهشة أمام قوله: أنا شخص متعلم وحاصل على الليسانس من مصر وعلى كورسات من جامعة سان جونز بنيويورك وأنا على وشك البدء فى ماجستير العلاقات الدولية، ولدى كتاب باللغة الإنجليزية ورواية تباع عبر موقع أمازون، والآن أرجو من القنوات التليفزيونية العربية أن تكشف لنا مؤهلات كل من تقدمه كخبير استراتيجى أو باحث أو خبير اقتصادى وفى أى جهة يعمل، من حقى أن أعرف من هى الجهة التى منحته لقب خبير»!!

والله معاك حق: حضرتك مين يا خبير الفضائيات!!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز