التحرش (ظاهرة عالمية) !!

بقلم : د. حماد عبدالله

"التحرش بأنثى" يعاقب عليه القانون المصري بعقوبات تبدأ من السجن المشًّددْ إلى حالات بعينها تستحق عقوبة الإعدام, وقد جرى ذلك في حوادث مشهورة بالمحروسة أهمها "فتاة المقطم" وغيرها!!

إلا أن ما نشاهده ونتابعه علي وكالات الأنباء العالمية وشاشات المحطات الفضائية, وعلى الهواء مباشرة شئ يدعو للخجل ، وفي نفس الوقت يدعونا للتأمل في أحوال بعض أهالي المحروسة ، المصابين بمرض التخلف العقلي, وعدم القدرة على السيطرة على غرائزهم الجنسية!!

ونحمد الله على أننا إلى اليوم لم نقرأ أو نسمع عن مسئول بدرجة رئيس دولة أو رئيس وزراء أو وزير أو حتى مدير مصلحة قد تحرش بموظفة أو سكرتيرة وهذا ما تحت أيدينا أو أعيننا, فلم نرى أو نسمع ولم يتكلم أحد بما فيها المعارضة الجانحة التى تشهر بكل شئ وبكل مسئول!! هذا نحمد الله عليه, بأن الفساد في هذا الإتجاه محدود جداً, بل يكاد يكون منعدماً, والبينة على وسائل الإعلام!!

ولعل ما تم في قضية الرئيس "بيل كلنتون" ، رئيس الولايات المتحدة الامريكية الأسبق والأنسة المتدربة بالبيت الأبيض (مونيكا لوينسكي) فكانت هذه الحادثة وتوابعها أشبه بأفلام (البورنو ) على الهواء, ومع ذلك خرج الرئيس "كلينتون" مثل الشعرة من "العجين" لأن الشعب الأمريكي لا يهمه ( مزاولة الجنس) ولكن المهم عندهم هو (الكذب) أو (الإغتصاب) فهذه جرائم لا تغتفر, أما إذا كان حدث تم بالتراضي فهذا شئ طبيعي ويحترم في المجتمعات الأوربية والأمريكية, وسمعنا أيضاً عن سحب رئيس دولة "إسرائيل" في قضية تحرش جنسي مع موظفة إيطالية الجنسية بمكتبه, وكلام كبير ومثير,وقصص جنسية كاملة, نشرتها جرائد إسرائيلية بالتفصيل مثل ( معاريف) ( و يديعوت أحرانوت).

 

وقبل ذلك أتهم أحد وزراء الحكومة الإنجليزية في حكومة (توني بلير) حيث كان يمارس الفاحشة (بالبلدي) مع مديرة مكتبة في كل المهام الرسمية خارج (لندن) بل ووصل أنه أثناء تفقده لموتى الجيش البريطاني في جنوب العراق, لم ينسى نفسه وكانت مديرة مكتبه معه, ترفع عنه المعاناه النفسية في الفندق !!

وقامت السيدة مديرة مكتبه بنشر كل الفضائح بالتفاصيل الدقيقة والتصوير البطئ,ومع ذلك تقدم الوزير البريطاني بإستقالته وضحك السيد رئيس الوزراء وهو يقبل الإستقاله وكل شئ تمام!!

أما عندنا في المحروسة, شئ مختلف , التحرش الجنسي يتم في زحام المواصلات العامة أو كما يحدث في الحادث الشهير بمحطة ركاب ميدان العتبة, وهي ما سميت بقضية (فتاة العتبة)!! أو كما حدث على أبواب سينما "مترو" وسط القاهرة أثناء عرض رقصة بلدي للسيدة (دينا) راقصة مصر الأولى, شئ من القرف !!

وكنا زمان نرى الناس تقوم بضرب أحد في أتوبيس.....! ونسأل ليه؟ عمل ايه؟ يقولوا أصله كان ب...... لإحدى الأنسات أو السيدات بالأتوبيس أي أنه كان في حالة تحرش جنسي و(بصوات الأنثى) يجتمع الناس على ضرب الخارج عن الأدب!!والقيام بتربيته في الشارع أمام الجميع

أما اليوم فالتحرش الجنسي أصبح سمة عالمية ونستعرضه في تحقيقاتنا الصحفية وندعو (اللي ما يشتري يتفرج) كما يدعونا أيضاً أن نختشي على دمنا!!