عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
تـحدي الذات

تـحدي الذات

بقلم : د. داليا مجدى عبدالغنى

شيء غريب يُثير دهشتي، كلما وجدت إنسانًا شاردًا وحزينًا، وسألته ماذا بك؟! دائمًا ما تأتي الإجابة: "صعبان عليَّ نفسي"، وأتساءل، لماذا نترك أنفسنا للدرجة التي نصل فيها إلى درجة الإشفاق عليها، فهل خُلِقْنا لكي نسمح لأنفسنا، ولمن حولنا أن يتلاعبوا بنا، ثم نزرف الدمع على أنفسنا؛ لأننا أصبحنا ضحايا، فما المانع من أن نحول شعور الشفقة الذي نحِسُّه تجاه أنفسنا، إلى شعور تحدي يغلب على مشاعرنا، ويُقوينا، ويصعد بنا إلى عنان السماء، ويدفعنا إلى الأمام، فمهما بكينا على أنفسنا، وشعرنا بغُصَّة الألم، وقتلتنا أحاسيسنا، فلن نُعيد الزمان إلى الخلف، ولكن لو حولنا هذه المشاعر إلى رغبة جامحة في الصمود والوقوف من جديد على أرض صلبة قوية، ترفض الاستسلام، ولا ترضخ لأي مشاعر سلبية، فبالقطع، هنا فقط سيموت الألم، وتبدأ رحلة الأمل.



لا يُمكن لأي إنسان أن يُنكر على نفسه، أو على الآخرين لحظات الحزن التي تسيطر عليه، وتأخذ منه مأخذها، ولكن لكل شيء حدود، حتى الحزن، لابد ألا يأخذ من صاحبه أكثر مما يريد هو أن يمنحه له، ولو ركزنا، سندرك أن التحدي هو أكبر عدو قاتل وفتاك بالحزن، فهو يُطيح به، ويأسره؛ لأن التحدي أمل وقوة، وهما لا يجتمعان مطلقًا مع الحزن، فهو عندما يشم رائحتهما، يهرب ويذهب، ليختفي داخل سردابه.

فتعلموا أن تتحدوا مشاعر الشفقة التي تحسونها تجاه أنفسكم، واستبدلوها بمشاعر التحدي في تحويل الحزن إلى أجمل قيثارة، تعزف لحنًا مملوءً بالأمل والرغبة المشتعلة، في أن يقول الإنسان : "ها أنا ذا، لم يقتلني حزني، ولم أتوارى خلف مشاعر شفقة مُزيفة"، فما أجمل تحدي الذات!.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز