عاجل
الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
العلم والفكر قبل المدن والطرق

العلم والفكر قبل المدن والطرق

بقلم : ألفت سعد

لا أحد ينكر الإنجازات الكبيرة التي قامت بها الدولة في وقت قياسي، بعد الفترة الغابرة التي تلت ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١، وكان الشعب المصري يريد العدل والحرية والعدالة الاجتماعية، لكن تم اختطاف الثورة من قبل الإخوان والعملاء.. ففي خلال ثلاث سنوات عادت مصر إلى ريادتها على المستوى الدولي والإقليمي والقومي، أما بالنسبة للوضع الداخلي فقد قامت الأجهزة الوطنية بالقوات المسلحة ومعها القطاع الخاص والعام بإنشاء العديد من المشروعات القومية الضخمة، مثل العاصمة الإدارية الجديد وافتتاح عدد من محطات توليد الكهرباء وتجديد القديم منها وبناء العديد من الطرق والمحاور والكباري وإحلال وتجديد شبكات مياه الشرب والصرف الصحي ومحاولة زيادة رقعة الأرض الزراعية واستصلاح الأراضي والمضي في قرارات الإصلاح الاقتصادي رغم صعوبتها وتحمل الشعب لها.



لكن على الجانب الآخر، وهو الأهم والأسبق، لم تتحرك الدولة ولا النخبة ولا العلماء لإنقاذ العقل والفكر المصري من تجريف ظل أكثر من ثلاثين عامًا وكنت أتصور أن تسخر الدولة وصناع القرار فيها كل الإمكانيات والخطط لعودة الثقافة والفنون والعلوم إلى حياة المصريين، خاصة الأجيال الصغيرة، فحتى الآن لم نجد خطط واضحة لإصلاح التعليم المتهاوي وإرساء المهارات الفنية والعلمية والثقافية كمناهج أساسية في المدارس ولم نر عودة المسابقات بكل أنواعها داخل المدارس والجامعات لاكتشاف النوابغ والمواهب ولم نر عودة المسرح المدرسي والإذاعة المدرسية ولا الألعاب الرياضية.. ولم نواجه بخطط مدروسة الفكر الديني المتطرف والفتاوى الشاذة أو الانغلاق الفكري الذي أصاب كثير من المصريين ولم نحارب الدجل والشعوذة والغيبيات التي ملأت عقول الناس.

لذلك مهما أقيمت مشروعات تنموية واستثمارات وطرق ومدن... إلخ إلخ إلخ وظل العلم والفكر والتنوير كما هو الآن فلن يحدث التقدم الحقيقي الذي ننشده.. فلتبدأ الدولة سريعا في وضع استراتيجية واضحة لاستعادة مصر قوتها الناعمة التي لا تقل شأنًا عن القوة العسكرية أو الاقتصادية بل هي رمز التقدم والحضارة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز