عاجل
الثلاثاء 8 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
مصر القوية.. ودعم "التحرر"

مصر القوية.. ودعم "التحرر"

بقلم : أيمن عبد المجيد

 



الحرب ما زالت مستمرة، والانتصارات تتوالى، ما بقي الشعب وجيشه في خندق واحد، وسيبقى أبد الدهر، ليس أمنيات وتوقعات، بل وعد من الله القائل سبحانه: "ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ". الحرب التي خاضتها مصر، في السادس من أكتوبر 1973، لتحرير سيناء، لم تكن الأخيرة، والنصر التاريخي في73 لم ولن يكون الأخير، لكن في ثوب جديد وبآسلحة مختلفة، فمصر الآمنة القوية درع تحمي الأمن القومي العربي، وسيف في المعارك العسكرية والسياسية والأمنية تدعم البلدان العربية.

المدقق في تفاصيل التحركات المصرية الأخيرة، وما أسفرت عنه جهود مؤسساتها، يدرك أن القاهرة استعادت دورها القوي في دعم تحرر بلدان الوطن العربي، كما دعمت حركات التحرر في الستينيات في مواجهة قوى الاحتلال. "احتلال" في ثوب جديد، ذلك الذي تتعرض له بلدان بوطننا العربي، نهب ثروات ومقدرات، لكن بالوكالة، عبر ميليشيات وتنظيمات إرهابية تحقق أهدافًا استراتيجية للمحتل في مقدمتها إفشال تلك الدول.

 

فالدولة الفاشلة، هي تلك العاجزة عن بسط كامل نفوذها على أراضيها وحماية حدودها، وما الاحتلال على مر التاريخ إلا نزع سيطرة أبناء الوطن المخلصين لصالح بسط نفوذ المحتل، لتنهب الثروات وتنتهك الحرمات. ما تعرضت له المنطقة العربية، احتلال جديد بالوكالة محقق لنفس أهداف القوى المسماة بالعظمى، ليبيا والعراق وسوريا واليمن نموذجًا.

 

مصر المحروسة بعناية الله، ووعي مؤسساتها ويقظة رجالها المخلصين، ووطنية شعبها العظيم، نجت من محاولة احتلال جديد بالوكالة، يوم أن حكمها تنظيم الإخوان الفاشي، حكام ظاهريًا تديرهم دول معادية واقعيًا. فدعم دول معادية، تمكين الإخوان من حكم مصر عقب ثورة ٢٥ يناير، لم يكن غير احتلال متخفٍ في ثوب الديمقراطية المزيفة، لصناعة دمى، تحقق أهداف المحتل تارة بتحريكها من خلف ستار، وأخرى عبر توقع سلوكها عندما يتم وضعها في موقف معين.

 

وكما للإنسان عمود فقري، وللبناء أعمدة خرسانية، يقوم عليها البنيان، فإن للدول أعمدة فقرية، ممثلة في الجيوش الوطنية القوية، وعظام قوية تشكل هيكل الدولة، ممثلة في مؤسساتها، وللدول الصامدة في مواجهة التحديات والعدائيات، عقول كما البشر. 

وبقدر فطنة العقل وما يحويه من معلومات وقدرة على قراءة الماضي بخبراته، والإلمام بتفاصيل الحاضر بتحدياته، تكون القدرة على استشراف المستقبل بتوقعاته. مصر تمتلك ذلك العقل النابه، بأجهزتها المخابراتية والقادرة على التحليل والتوقع، ومن ثم الاستعداد المبكر لمواجهة المخاطر، وإحباط المختطات المعادية.

وكما للإنسان عظام وجسد، فالشعب هو جسد الدولة وعضلاتها، وبقدر قوته وقدرته على التحمل والتحرك في الوقت المناسب للدفاع عن النفس تكون القدرة على البقاء والنمو.

 

الشعب المصري كان على مر التاريخ نموذجًا للصمود والتحدي والقدرة على الاستنفار السريع لدحر المحتل، وكما أهلك التتار، وقهر الاحتلال الفرنسي والإنجليزي، ولقن الكيان الصهيوني درسًا غير قابل للنسيان، فقد حرر الوطن من وكلاء المحتل بثورته في ٣٠ يونيو. قهر مصر للمحتل الجديد، ضاعف قوتها وخبراتها، فعقل الدولة خاض منازلة تاريخية في معركة ساحتها دولية، قبل أن تكون محلية، أدوات المبارزة فيها مستحدثة وقواعدها مبتكرة، فنمت الخبرات، وثبت بالنجاح القدرات.

بينما الجسد مارس المران القاسي فتضاعفت قوته، ونمت عضلات الشعب، واليوم تظهر نتائج ثمار معركة الدفاع، في دعم الدول التي نجح المُحتل في اجتياحها لاستعادة قوة مؤسساتها، واستعادة بنيانها لاستعادة مقومات منظومة الأمن العربي.

نجحت مصر ممثلة في استئناف المصالحة الفلسطينية، وبالأمس القريب أعلنت حماس حل مكتبها الإداري في غزة، وغدًا تعقد حكومة الوفاق اجتماعها في غزة، شعرت الفصائل الفلسطينية بدور مصر فشكرتها حماس في بيانها، وأعلنت الرباعية الدولية دعمها للجهود المصرية في رأب الصدع الفلسطيني.

واستضافت القوات المسلحة المصرية وفود الجيش الليبي، داعمة إياهم لاستعادة بناء الجيش الوطني، في مواجهة الإرهاب والعملاء الذين يحاربون بالوكالة.

وتدعم مصر الحل السياسي للأزمة السورية، واستعادة لحمة شعبها وجيشها الوطني، وهو في الحقيقة دعم للتحرر في مواجهة الاحتلال، الذي يحاول بسط النفوذ على المنطقة العربية، عبر وكلاء الدم والإرهاب.

فالوعي ركيزة المواجهة، والحرب مستمرة، بأشكال جديدة والانتصارات تتوالى، فمصر قوية بلحمة شعبها وجيشه، وكلما نمت قوة مصر كانت ظهيرًا قويًا للعرب في مواجهة العدائيات والحروب بأساليبها الحديثة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز