عاجل
الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
فى حدوتة (النسل) .. انظر حولك!

فى حدوتة (النسل) .. انظر حولك!

بقلم : جورج أنسي

فى مستهل عام ١٩٩٢ وقبل تخرجنا بشهور قليلة ، طرح علينا أحد أبرز أساتذتنا فى كلية الإعلام الإشتراك معه كباحثين بأجر ، لجمع معلومات من خلال إستمارات إستبيان لقياس مدى معرفة عينات من جمهور عدة محافظات بوسائل منع الحمل المختلفة ، فى إطار حملة منظمة لغمر السوق بأكثر من ٢٠ وسيلة جديدة -غير الوسائل التقليدية المعروفة- للمساهمة فى الحد من الزيادة السكانية التى تلتهم التنمية المنشودة التى تتطلع اليها الحكومة .



وقد تردد وقتها أن هذة الوسائل جاءت بدعم من إحدى الدول الأجنبية كمساهمة منها فى تحفيز المواطنين المصريين على التنويع فى إستخدام هذة الوسائل مع ضمان نتائج إيجابية وفى نفس الوقت قليلة التكلفة لا ترهق ميزانية محدودى الدخل وضمان توافرها بصورة كبيرة فى جميع منافذ البيع!

ومع معاودة الكلام هذة الأيام عن الزيادة السكانية وتأثيرها السلبى على التقدم والتنمية ، تذكرت تفاصيل هذا المشروع وتلك التجربة المثيرة التى مررنا بها ونحن طلبة جامعيين ، خاصة أثناء قيامنا بجمع المعلومات وملء إستمارات الإستبيان التى كشفت لنا الكثير والكثير من التفاصيل الغريبة التى تلخص حال المجتمع- خاصة البسطاء فى أقاليم مصر - فى عدم بذل الجهد والخضوع لأفكار سلفية أو حتى محاولة اكتشاف كل ما هو جديد ومفيد وموفر ويؤدى نفس النتائج بكفاءة كبيرة، كما أن الدولة نفسها تراجعت كثيرا كفكر وخطط فيما يتعلق بتحفيزها للمواطنين بإستخدام وسائل منع الحمل وتوفير بدائل كثيرة بأسعار مناسبة كتلك التى كانت وقت حملة (أنظر حولك) فى ثمانينيات القرن الماضى والتى لاشك أثرت بالإيجاب فى تقليل معدل الزيادة السكانية رغم أنها تقليدية وغير متنوعة!

.. واليوم ومع التقدم العلمي والتكنولوجي ؛ لاتزال نفس الوسائل التقليدية هى المسيطرة على السوق ، مع إضافة عنصر أخر وهو إرتفاع أسعار تلك الوسائل بصورة مفزعة ربما تؤثر فى عدم إستجابة المواطنين أو الأقدام على استخدامها!

إن الدولة لايزال عليها عبء مواصلة حملات التوعية والتدخل بإيجابية فى توفير تلك الوسائل بأسعار مناسبة بدلًا من إستمرار سياسة التأنيب والتوبيخ التى تتبعها ، ولعلها فيما بعد تكون على حق عندما تقرر -كما هو الحال فى الصين مثلا- برفع الدعم  بجميع اشكاله (تعليم ،صحة ،رعاية إجتماعية ..الخ) عن الطفل الثالث على سبيل المثال ،وبذلك تضرب عصفورين بحجر واحد ، فهى لن تتخلى عن دورها الأساسى فى الرعاية وتقديم الخدمات ، وفى نفس الوقت تترك الحرية كاملة للمواطنين فى الإختيار إما بالاستجابة لهذة الحملات الوطنية او برفضها وتحمل نتيجة هذا الإختيار ..مع ضرورة العمل على الإستفادة من هذة القوة البشرية بدلا من لطم الخدود والبكاء بلا حدود!.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز