عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
أكبر خدعة

أكبر خدعة

بقلم : د. داليا مجدى عبدالغنى

هل تعلمون ما هي أكبر خدعة يتعرض لها الإنسان في حياته، هي خداعه لنفسه، قد نتقبل خداع الآخرين بعد فترة من مرور الصدمة، ولكن أن تخدع نفسك، هذا هو الجحيم بعينه، فلو استحل كل البشر خداعك، فلا تستحل أنت خداع نفسك، وأول مظاهر هذا الخداع هي تبرئة أنفسنا، وتنزيهها من الأخطاء، ومحاولة تنصلنا من آدميتنا، ورغبتنا في الصعود إلى مصاف الملائكة، أوليس هذا قمة خداع النفس، علاوة على رؤية الخطأ والجُرم، ومحاولة تضليل النفس عن الاعتراف ومواجهة هذه الجرائم بإعلاء كلمة الحق، وغيرها كثيرًا، من أساليب خداع النفس، مثل العزة بالإثم، فما أصعب أن نرفض الإقرار بالحقائق والاعتراف بها، حتى نظل محتفظين بصورة هشة، نرسمها أمام الآخرين، في حين أنها تصبح مُشوهة أمام أنفسنا، وهل تعرفون صورة أخرى لخداع النفس، وهي إنكار الحقائق على الذات، فما أصعب أن نغتال الحقيقة حتى نُريح أنفسنا من عذاب الضمير، فنزينها بمنتهى الحرفية، والغريب أننا نُصدق هذا الإنكار كمن يُكذب الكذبة ويصدقها.



أظن أن من يأتي بمثل هذه الأفعال، لم ولن يؤذي سوى نفسه، ربما في ذروة خداعه لنفسه، ينجح في خداع الآخرين، وفي الواقع، يكون هذا هو هدفه الحقيقي، ولكنه دون أن يدري، يعيش معهم في الخدعة، حتى يفقد القدرة على التمييز بين الحقائق والأكاذيب، وهنا يخسر نفسه بلا رجعة؛ لأنه سيتحول إلى جاني ومجنى عليه، وما أصعب هذا الشعور، فهو قمة التناقض النفسي، الذي قد يُودي بصاحبه إلى الجنون، أو إلى الاتفصال عن الواقع، فهو يُصبح مُشتتًا بين واقع ملموس يرفضه، وبين خدعة تعايشها، فليتنا نتصالح مع أنفسنا، وكما نرفض خداع الآخرين لنا، نرفض كذلك خداعنا لأنفسنا.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز