لاس فيجاس وسقوط قناع الاعلام الامريكى

بقلم : محمد دويدار

لاس فيجاس أو كما يطلق عليها مدينة "الخطايا" تلك المدينة التى تشتهر بكونها عاصمة الترفيه والسعادة فى العالم أمست بين ليلة وضحاها لونا أحمر يكسو كلمة عاجل تقطع بث محطات العالم الإخبارية وخبرا أسود حزينا يتصدر مانشيتات الصحف العالمية بعد أن اكتست شوارعها بدماء ضحايا عمل إرهابى جديد .

نعم أقول عمل إرهابى بغض النظر عن جنسية وديانة مرتكبيه، فهكذا يخبرنا العقل وهكذا يكون الوصف المنطقى لمن يقتل العشرات ويصيب المئات بسلاح آلى ويصطادهم من أعلى وكأنه يصطاد جرذان فى مشهد تقشعر له الأبدان ! .

 ولكن يبدو أن هذا الوصف لم يرق إلى الإعلام الأمريكي الذى وصف الحادث فى بدايته بأنه حادث قتل ارتكبه مواطن أمريكى غير معلوم دوافعه حتى الآن وإن كان على الأغلب مصاب بالوحدة !! .. نعم هكذا قالوا فى البداية مصاب بالوحدة ! .

ولم يصفوه بأنه عمل إرهابى لأن مرتكبه أمريكى والأهم أنه ليس مسلما أو هكذا ظنوا .. لكن ولأنه دوما قبل وبعد أى كارثة تلوح فى الأفق تلك الغربان السود كنذير شؤم ودليل بؤس فقد كانوا فى الموعد هؤلاء المتربصين  بالإسلام والمحسوبين اسما مسلمين وهم كما عهدناهم لا يهنأ لهم بال إلا بعد أن يوصموا الإسلام بالدمار والعنف والقتل فقد أعلنوا اليوم مسئوليتهم عن الحادث وادعت داعش أنها جندت ستيفن بادوك منذ فترة وأنه اعتنق الإسلام قبل أن يرتكب الحادث وبذلك يستطيع الإعلام الأمريكي بصدر رحب أن يعلن عن هذا العمل الإرهابى الأضخم فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية بعد حادث البرجين (قياسا بعدد القتلى والمصابين) .

حادث إرهابى قذر لم يفرق بين أطفال وشباب ورجال ونساء، لم يرحم مسلم أو قبطى أو يهودى أو بوذى، لكنه وبكل أسى كشف عن وجه الإعلام الأمريكي بعد أن نزع عنه قناع الحيادية والنزاهة وصارت جباههم مفضوحة بتلك العبارة المكتوبة فوقها بوضوح، ألا وهى "المتهم برىء حتى تثبت ديانتة أو بالأحرى حتى يثبت إسلامه " !