عاجل
الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
هزمناهم وانتصرنا

هزمناهم وانتصرنا

بقلم : عيسى جاد الكريم

نحن جيل كتب الله لنا أن نولد حاملين رايات الفخر، محتفلين بنصر عظيم سطره أبطال وطننا بالنار والدم،  فى السادس من أكتوبر عام 1973، ولن نكون أبدًا إن شاء الله منكسى الرأس، فمصر العزيزة يحميها جيش قوى، وشعب يعشق ترابها، وهذا الانتصار يجب أن يحفر فى قلوبنا وضمائرنا، وتُطبع صفحات بطولات من قاموا به فى عقولنا، ونعلمه لأولادنا وأحفادنا، وأن هذا النصر لم يولد من فراغ، فمرارة النكسة فى يونيو 67 لم تكسر إرادتنا بل أحيتنا من جديد لنبنى وطنًا وجيشًا.



ويشهد العالم بعد ست سنوات ميلاد دولة عظمى، تسطر فى صفحات التاريخ أحداثا عظيمة، وحرب عبور الجيش المصرى فى السادس من أكتوبر العاشر من رمضان، كشفت الستار لترى عيون العالم من هي مصر العظيمة، وليتعرف على إرادة صلبة لشعب قادر على صنع المستحيل، استطاع بناء جيش خسر 80% من قوته فى يونيو67 واستطاع التفوق على إسرائيل التى كانت تدعمها قوى عظمى بأسلحة متطورة.

 يجب أن نتوقف كثيرًا أمام السنوات التى سبقت النصر، فى الوقت الذى كانت المرارة طعمها فى أفواه الناس مع التمسك بالأمل، والثقة فى قادتهم، وتحملوا الصعاب وبنوا صناعات كبرى أيام الحرب وطوروا الصناعات العسكرية والمدنية جنباً إلى جنب، وأمنوا غذاءهم ومؤن جيشهم، رغم أنهم كانوا فاقدين لأهم مصادر الدخل الأجنبى من قناة السويس، التى كانت مغلقة أمام حركة الملاحة، بل إن مصر قامت بأكبر عملية تهجير لما يقرب من مليون نسمة من سكان مدن القناة فى السويس والإسماعيلية، وبورسعيد، وتم تهجيرهم إلى 14 محافظة أخرى حتى لا يكونوا فى مرمى نيران العدو، وتحت قصف طائراته.

وفرت الدولة معونات شهرية للمهجرين، وخوضنا حرب الاستنزاف جنباً إلى جنب مع الجيش، وحمايتنا للجبهة الداخلية التى كان العدو يستهدفها باستمرار بالشائعات والحروب النفسية العنيفة.

انتكسنا لكن لم ننكسر، كبدنا العدو طوال الوقت خسائر فى العتاد والأرواح فلم يكونوا فى نزهة على أرض سيناء، فالمعارك تشهد من رأس العش حتى إيلات وخارج الحدود بإغراق الحفار الإسرائيلى أمام ميناء داكار، صمدنا واعدنا الثقة لجنودنا فى قدرتهم وشحذنا عزيمتهم ليخوضوا حربًا فى أصعب الظروف، فكان النصر للشعب وتمر السنين ولازلنا يدا بيد "الشعب والجيش" نبنى الوطن ونبنى الجيش .

الشعب صنع الجيش، والجيش لم يخذل الشعب، صنع المجد، والمجد لايزال يكلل جبين محبين الوطن بتاج الفخر والعزة، وأذكر أننى كنت منذ ما يقرب من سنة في بورسعيد، إحساس غريب كان يدفعني للتجول في شوارع تلك المدينة المقاومة التي كانت في مواجهة لسنوات مع العدو الإسرائيلي؛ أتفحص وجوه الناس وأتحدث معهم لازالوا يحملون تاج الفخر بأنهم حاربوا إسرائيل، فخورين بأنهم يعيشون على الأرض المقاومة، الأرض التي ارتوت بدماء الشهداء. الرجال والشباب فخورين بانتمائهم لبورسعيد، البلد التي حاربت وكانت في مواجهة العدو على مدى سنوات، فخورين بأنهم أبناء وأحفاد رجال كانوا في مواجهة النار والرصاص وضحوا بدمائهم ليحيا الوطن؛ حتي الغرباء الذين يعيشون في المدينة وأغلبهم من محافظات الصعيد، يفتخرون بأنهم يعيشون على أرض قاومت حتى أخذت بالثأر، فقد "هزمناهم وانتصرنا".

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز