عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
حصانة طبيعية

حصانة طبيعية

بقلم : د. داليا مجدى عبدالغنى

قطعًا، سمعنا عن الحصانة القضائية، والحصانة الدبلوماسية، والحصانة البرلمانية، وغيرهم من الحصانات التي يستمتع بها أصحابها، بسبب وظائفهم ومكانتهم الطبيعية، وهم قد يبذلون كل ما في وسعهم للحصول على هذه الحصانة، فالحصانة قوة وأمان، ورصيد ثابت، لا ينتهي إلا بانتهاء أسباب الحصانة، فهو رصيد لا يعتمد على المال، ولكنه يعتمد على الإحساس بالقوة والأمان في أي لحظة أو موقف.



ولكن هل سمتعم من قبل عن الحصانة الطبيعية، فهذا النوع من الحصانة لا يعتمد على الوظيفة أو المكانة الأدبية أو الاجتماعية، وإنما هو يعتمد على المكانة الأخلاقية التي يحفرها الإنسان بينه وبين نفسه، فهو يرفض الخطأ من تلقاء نفسه، ويُفلتر تصرفاته تلقائيًا، قبل أن يُحاسبه أحد، ويرسم لنفسه نهجًا أخلاقيًا، يزج به بعيدًا عن الشبهات، فلا يُصبح مُحتاجًا إلى أي نوع من أنواع الحصانات، فحصانته داخل نفسه، وقوته كامنة في قدرته على رفض الغلط، وأمانه مترسخ بداخله ؛ لأنه على يقين من أنه لن يهاب أحدًا، مهما بلغت قوته وعلاقاته وحصانته.

للأسف، هذا النوع من الحصانة لا يصل إليه إلا قلة قليلة من الذين يُؤمنون بقيمة وقدر أنفسهم، ويُصرون أن يعيشوا بداخل برواز أخلاقي مُدعم بالثقة في النفس، ومليء بمجموعة من المبادئ والأخلاقيات الراسخة، التي لا تتغير بتغير الزمان أو طباع البشر، فهم يأخذون من حصانتهم الطبيعية وسيلة لاستمرارية الحياة، مهما بلغت صعوبتها، ومهما زادت قسوتها، وهم يُدركون أن قيمة حصانتهم الطبيعية تُغنيهم عن الحاجة إلى أي نوع من أنواع الحصانات، مهما كانت قيمته وقوته؛ لأن هذا النوع من الحصانة لن تُسلب منهم بمرور الوقت، أو بانتهاء السبب، فهو دائم وثابت، ومحفور بداخلهم، ويظل معهم حتى بعد انتهاء الحياة.

 
 
 
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز