عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
حقيقة مرشح "إسراميم" في اليونسكو!

حقيقة مرشح "إسراميم" في اليونسكو!

بقلم : أيمن عبد المجيد

هل ثمة رابط بين المعركة الانتخابية التي تخوضها مصر باليونسكو، وانسحاب أمريكا وإعلان الكيان الصهيوني المسمى إسرائيل عزمه الانسحاب من المنظمة؟



بل هل ثمة رابط بين نجاح مصر في رعاية المصالحة الفلسطينية، التي تسير بخطى حذرة على طريق استعادة وحدة الحكم والقرار الفلسطيني؟

في اعتقادي هناك روابط قوية، الإمساك بطرف خيطها، يكشف لنا حجم المؤامرة التي تحاك ضد مصر ومرشحتها لمنصب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).

اليوم تخوض السفيرة مشيرة خطاب، مرشحة مصر الجولة الخامسة في المنافسة على منصب، مدير عام اليونسكو، وهو انجاز كبير تحققه مصر، إذا ما كشفنا خطوط المواجهة، في معركة دبلوماسية ساحة القتال فيها الكرة الأرضية. 

معركة قوية تخوضها مصر بشرف، في مواجهة مؤامرات دولية، تستهدف الحيلولة دون وصول مصر صاحبة حضارة الـ7 آلاف عام إلى المنصب. فمن المثير للسخرية، أن تجد مرشحي مصر وفرنسا بما لهما من ثقل حضاري وتاريخي، في منظمة معنية بالأساس بالحفاظ على التراث الإنساني الحضاري، يحلان في المركز الثاني متساويين بـ18 صوتًا بعد أربع جولات، في حين يتقدم مرشح النظام القطري محتلاً المركز الأول بـ 22 صوتًا.

 

ويبقى السؤال الجوهري، هل يملك النظام القطري بحجمه الضئيل حضاريًا وتاريخًا، هذا الثقل الدولي لتحقيق هذه النتائج؟!

الإجابة المؤكدة "لا".. إذًا ما هي القوى الدافعة الخفية  التي تصل بمرشح تميم الداعم للإرهاب، لتصدر جولات المنافسة على  إدارة منظمة معنية بالأساس بحماية التراث الإنساني والثقافي من الهجمات  البربرية الإرهابية؟!.. تُرى ما هي القوى الخفية التي جعلت مرشح تميم يحقق نتائج لا منطقية ولا موضوعية بقياسات الأوزان النسبية للدول سياسيًا وحضاريًا، بل ولمؤهلات المرشح ذاته؟!

ذهب البعض، إلى قوة المال والرشاوى التي تدفعها قطر لأنظمة في دول فقيرة، على غرار ما فعلته للحصول على حق تنظيم كأس العالم ما بعد القادم، لكن - في اعتقادي - ليس هذا السبب الرئيس، فهناك قوى خفية دولية تمهد الطريق أمام المرشح القطري، ليس قناعة باستحقاقه لكن كونه مجرد أداة، فنظام قطر يستخدم مخلب قط لإحباط مساعي مصر الوصول بمرشحتها للمقعد.

ربما تظن قارئ هذه السطور لوهلة أن الكاتب تسيطر على عقله نظرية المؤامرة، فدعني أوضح لك المقدمات التي وصلت بها لهذه النتائج.

ركز معي.. مصر تدعم إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وداعمة لإعادة بناء الدولة الوطنية، في العراق وسوريا وليبيا واليمن، من خلال اعادة بناء الجيوش العربية القوية، وأمريكا وإسرائيل بذلا جهودا وأموالا في خلق عملاء وهدم الجيوش العربية بداية بالجيش العراقي ومرورًا بما تعانية الدول العربية السابق ذكرها.

بالأمس نجحت مصر في وضع الفصائل الفلسطينية وفي المقدمة حركتا فتح وحماس على طريق مصالحة تاريخية تربأ صدع وانقسام دام 11 عاما، بل وبدأت فلسطين السير الفعلي بخطى ثابته على هذا الطريق، ما يعني أن الحكومة الفلسطينية ستكون موحدة، والقرار الفلسطيني موحد في مفاوضات إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، وسيفقد الكيان الصهيوني المسمى إسرائيل بذلك ورقة كان يلعب بها دائمًا دوليا ليبرر رفضه التفاوض بزعم أن لا سلطة موحدة تعبر عن الفلسطينيين يمكن الجلوس معها.

بالأمس القريب أيضًا، قبلت منظمة اليونسكو عضوية فلسطين، وهو انتصار دبلوماسي، حيث يعد اعترافا ضمنيا من اليونسكو بأن فلسطين دولة، وهو ما أربك حسابات أمريكا والاحتلال الإسرائيلي، حيث اعلنت واشنطن انسحابها من منظمة اليونسكو، واليوم اعلنت حكومة الاحتلال الاسرائيلي "اعتزامها" السير على خطى واشنطن والانسحاب من اليونسكو، بدعوى تسيس المنظمة وانحيازها لفلسطين.

مصر الراعي الرسمي للشعب الفلسطيني تنافس على مقعد الأمين العام لمنظمة اليونسكو.. التي  أدرجت منذ أشهر مواقع في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة ضمن مواقع التراث العالمي كمدينة فلسطينية إسلامية.. وإسرائيل تبرر "اعتزامها الانسحاب" بأن المنظمة منحازة وتجاهلت مزاعم الاحتلال الصهيوني تاريخ اليهود بالمدينة.

ببساطة يصل كل صاحب عقل، أن الكيان الصهيوني المسمى "إسرائيل" ومن خلفه واشنطن هم الرعاة الرسميون للمرشح القطري في انتخابات اليونسكو، وهما القوى الدافعة الخفية التي تحصد له الأصوات للوصول لتلك النتيجة، وما نظام تميم ومرشحها إلا مخلب قط، وما سعي واشنطن وإسرائيل لإجلاسه على المقعد إلا محاولة لوضع "دمية" على مقعد اليونسكو يسهل تحريكها بما يحقق أهداف واشنطن والاحتلال الإسرائيلي، ولمَ لا والنظام القطري ذاته في حماية قاعدة العديد الأمريكية على الأرض القطرية؟.

ألم أقل لكم إنها معركة شرسة تخوضها مصر على ساحة قتال تمتد بطول وعرض نفوذ إسرائيل وواشنطن، فكيف لقطر التي دعمت الإهاب في سوريا، حتى حطم التراث الإنساني في الرقة السورية، وآثار العراق وليبيا، أن يكون مرشحها على قمة اليونسكو المعني بـ"حماية التراث الثقافي المشترك للبشرية من الهجمات الإرهابيّة، ودرء التطرف العنيف من خلال التعليم والتثقيف الإعلامي" .

لكن في كل جولة من الجولات الأربع، كانت مصر تحصد المزيد من الأصوات بما يؤكد أننا نكسب مساحات دولية جديدة داعمة للرؤية والأحقية المصرية، حتى تساوت أصوات مرشحة مصر مع مرشحة فرنسا بـ 18 صوتًا، الأمر الذي استدعى جولة خامسة اليوم لحسم من سيخوض الجولة النهائية أمام مرشح النظام القطري.

في جولة الإعادة هذه سيناريوهات، أحدها أن تدعم القوى الدافعة لمرشح قطر، الفرنسية أودري ازولاي، بهدف إخراج مصر من المنافسة النهائية لحصرها بين القطري حمد الكواري، والفرنسية، بحيث إذا فشل مرشح قطر لا تكون مصر هي الفائزة.

السيناريو الثاني - إن شاء الله يتحقق- وهو فوز السفيرة مشيرة خطاب لتنافس القطري في جولة الحسم وحينها، سيتحول الجزء الأكبر من أصوات مرشحة فرنسا إلى مرشحة مصر، فتلك الأصوات الـ36 التي حصدتها مرشحتا مصر وفرنسا بالتساوي، أصوات تدرك قيمة الحضارة والتاريخ، ولم تستجب لألاعيب قطر ومحركيها، وهنا تفوز مصر ـ إن شاء الله ـ بمقعد مدير عام اليونسكو.

السيناريو الثالث: فوز مرشحة فرنسا في التصفيات وستكون عندها حظوظها مثل مرشحة مصر، تجمع أصوات داعمي الحضارة في مواجهة مرشحي داعمي الإرهاب.

السيناريو الرابع والأخطر والأسوأ أن تواصل قوى صناعة الدمى تحريك الأمور في اتجاه مرشح إسرائيل فعليًا- تميم ظاهريًا، لتكون الكارثة إسرائيل على مقعد أمين عام اليونسكو.

ما يدعم حظوظ مرشحة مصر، هو انسحاب مرشح الصين لصالح السفيرة مشيرة خطاب وقبل الصين سحبت العراق مرشحها لصالح مصر، وقد تدعم فرنسا مصر حال خروجها من المنافسة، فالأمل ما زال قائمًا لصالح نجاح مرشحة مصر حماية للتراث الإنساني.

لذا قالت: إسرائيل انها "تعتزم " الانسحاب، ولم تقل "قررت" فقرار بقائها رهن وصول مرشحها القطري للمقعد.. هذه هي حقيقة مرشح تميم، وحقيقة لعبة الشطرنج الآن على رقعة اليونسكو.

للمعلومات أمريكا تستخدم قدراتها الاقتصادية، فوحدها تمول 22% من الميزانية العامة للأمم المتحدة، وبالتالي اليونسكو، وسبق أن انسحبت 1984 بدعوى انحياز اليونسكو أيديولوجياً للاتحاد السوفيتي آنذاك، وانسحابها المعلن مؤخرًا لن يفعل قبل بداية ديسمبر 2018.

 فهل تصحح دول اليونسكو أوضاعها، وتدعم حضارة السبعة آلاف عام؟ .. إن شاء الله تحيا مصر قوية عزيزة مهما كانت النتائج، فالانتصارات الأخيرة محليًا ودوليًا في ملفات عدة أهمها توحيد الصف الفلسطيني، ووقف اطلاق النار في سوريا، ودعم قدرات جيشها الوطني، وإعادة بناء الجيش الليبي، وما تشهده ربوع مصر من مشروعات تنموية وإحباط لأهداف الإرهاب، انتصارات تدعو للفخر.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز