نار الهشيم

بقلم : د. الأمير صحصاح

الهشيم طبقا للقاموس اللغوي هو يابس النبات ،أو بالبلدي القش وأعواد الذرة اليابسة وما شابه ذلك .

ونار الهشيم تشتعل سريعا وتنطفئ سريعا ، تظنها وهي مشتعلة قوية وهادرة ، لكنها في الحقيقة ضعيفة وواهية وتخبو سريعا جدا وفي وقت قصير.

هذه حال الكثير من أمورنا في مصر المحروسة ، مثل نار الهشيم نتحمس لشيء وننصرف عن هذا الحماس في وقت قصير جدا ، وكأن هذا الشيء لم يكن .

أعطيك أمثلة كثيرة عن الأمور التي تشبه نار الهشيم في مصر، وأولها  اشتعال الإعلام عندما يتبني موضوع معين .

  يقوم  الإعلام ولايقعد  ليل نهار !

وفجأة ينصرف هذا الإعلام لينطوي الذي كان حديث كل الصحف والفضائيات ويصبح في خبر كان .

أين الحديث عن المشروعات القومية العملاقة ؟

ولماذا انزوي في طي النسيان الحديث عن زراعة مليون ونصف المليون فدان ؟

كان الإعلام منذ فترة وجيزة يتحدث ليل نهار عن المشروعات القومية حتي ظننا أننا قاب قوسين من تحقيقها.

لكن فجأة انطفأت نار الهشيم ونسي الإعلام هذا الموضوع ، وكأن شيئاً لم يكن، يتحدث الان  فقط عن العاصمة الادارية الجديدة وكأنها هي فقط إنجاز هذه المرحلة، وهي فقط المشروعات القومية العملاقة، فالمرحلة بها عشرات المشروعات العملاقة التي تتطلب استمرارية القاء الضوء عليها .

موضوع آخر مثل دور دويلة  قطر المشبوه في دعم الإرهاب والذي ظهر بوفرة في الإعلام المصري في الآونة الأخيرة ، اراه قد أخذ سبيله للانزواء في ظل سطوة حدث جديد وهو تأهل مصر لكأس العالم ٢٠١٨ في روسيا.

لا ننكر أن هذا الحدث الجديد أعاد شمس مصر الكروية بعد أن غابت ٢٨ عاما ، لكن لا يجب أن تلهيينا هذه الأحداث عن مواصلة الجهاد الإعلامي المستمر ضد دويلة قطر حتي تسقط .

يجب أن تكون نارنا هادئة ومستمرة وان نتخلص من نار الهشيم التي أصبحت سمة ونقيصة في أكثر مواقفنا وتوجهاتنا وإعلامنا المسموع  والمرئي والمقروء علي حد سواء .