عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
روحاني: أمريكا هي من صنعت داعش!

روحاني: أمريكا هي من صنعت داعش!

بقلم : د. فكري سليم

وجه الرئيس الأمريكي "ترامب" بالأمس كلمة رفض خلالها التصديق على التزام إيران ببنود الاتفاق النووي المبرم بين إيران ومجموعة 5+ 1 في أبريل 2015م، وأكد في هذه الكلمة على عدة نقاط أبرزها: أنه سيتم إنهاء الاتفاق النووي إن لم يتم تعديله، وأن أمريكا لن تسمح للدكتاتورية بامتلاك سلاح نووي، وأنها ستفرض عقوبات إضافية على إيران، وأن إيران أكبر دولة راعية للإرهاب وتنشر الفوضى في العالم، مع الإشارة إلى أن ترامب استخدم في كلمته عبارة "الخليج العربي" أكثر من مرة. 



ورداً على كلمة ترامب خرج الرئيس الإيراني ليوجه كلمة للشعب الإيراني موجهاً من خلالها عدة رسائل للرئيس الأمريكي ملخصها: أن إيران لن تقبل بتغيير الاتفاق النووي؛ فهو ليس بوثيقة أبرمت بين إيران وأمريكا، وإن ما ذكره ترامب مجرد حديث مكرر اعتاد الشعب الإيراني سماعه من الإدارة الأمريكية، وما هو إلا ادعاءات وتطاول واتهامات واهية، وأن الشعب الإيراني لن يرضخ أو يخضع لأي قوة مهما كانت، وأن إيران ملتزمة ببنود الاتفاق النووي وتتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ويبدو أن استخدام "ترامب" لعبارة "الخليج العربي" أكثر من مرة وتكراره اتهام إيران بزعزعة استقرار المنطقة ودعم الإرهاب، قد ترك أثره في القيادة الإيرانية مما جعل روحاني يتناول هذه النقاط بشيء من التركيز إذ طالب الرئيس "ترامب" أن يتعلم التاريخ والجغرافيا.

لكن التاريخ والجغرافيا، يؤكدان أن الخليج "عربي"، مهما حاول نظام الملالي الزعم بأنه فارسي.

يتعلم التاريخ لأنه على حد قول روحاني: يجهل عدد المرات التي تدخلت فيها أمريكا في الشأن الإيراني لإزاحة حكومات شرعية. ويتعلم الجغرافيا، لأنه لم يتعلم بعد اسم الخليج الذي تجوبه أساطيله، روحاني هنا يريد أن يرسخ لمصطلح "فارسي" بالمخالفة لحقيقة عروبة الخليج .

وطالبه أن يسأل جنوده وملاحيه القابعين في المنطقة: كيف يكتبون اسم الخليج في الخرائط التي بين أيديهم. ثم يقول بعد ذلك: "إننا نقولها صريحة: لقد وقفنا وسوف نقف ضد إرهاب الإرهابيين في المنطقة،هؤلاء الإرهابيون الذين تحدث هذا الرجل (ترامب) العام الماضي أثناء المنافسات الانتخابية عنهم قائلا: إن من صنع داعش هو الحكومة الأمريكية نفسها". وفق ما جاء بـ(كلمة الرئيس روحاني بالفارسية المنشورة في 13 أكتوبر 2017م وكالة أنباء فارس باللغة الفارسية). 

وعلى الجانب الآخر فقد ذكرتنا اتهامات ترامب لإيران بدعم الإرهاب، بكتاب مهم طبع في أغسطس 2016م تحت عنوان:"رجال القاعدة في إيران. الملاذ الآمن والتحالف المشبوه" وهو كتاب يبين علاقة القاعدة بإيران من خلال "وثائق أبوت آباد" التي تم العثور عليها في مقر إقامة "بن لادن" بعد مقتله في مدينة "أبوت آباد" شمال باكستان.

وذكرتنا أيضا بإيران التي استضافت أفراداً من أسرة "بن لادن" كانوا قد فروا من أفغانستان إلى إيران عام 2001م بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان، ثم هروب ابنه "بن لادن" فيما بعد من مقر إقامتها في طهران ولجوئها إلى السفارة السعودية هناك طالبة ترحيلها إلى السعودية، وكان خبرها هذا وأخبار أخرى تحدثت عن استضافة إيران لأكثر من مائة عنصر من عناصر القاعدة منذ سقوط طالبان محور حديث لوسائل الإعلام آنذاك.

وذكرتنا كذلك بإيران عندما احتفلت بـ "خالد الإسلامبولي" قاتل الرئيس "السادات"، وتسميتها أحد شارع طهران باسمه. وذكرتنا كذلك بإيران التي استضافت أسرة خالد الإسلامبولي التي عادت إلى مصر بعد 25 يناير 2011م حيث استضاف الإعلامي وائل الإبراشي والدة الإسلامبولي في برنامجه "الحقيقة" الذي أذيع على عدة حلقات في سبتمبر 2011م على شاشة قناة دريم الخاصة، وتحدثت والدة الإسلامبولي عن فترة إقامتها في إيران، وذكرت أن إيران اتخذت إجراءات لحمايتها من القتل أو الاختطاف أثناء عودتها إلى مصر.

وما سبق من اتهامات متبادلة بين القيادات الأمريكية والإيرانية بدعم الإرهاب وصناعة "القاعدة" و"داعش"، وما تلاها من شواهد ترتبط بها، تطرح سؤالا وهو: من الذي صنع القاعدة وداعش؟ أهي أمريكا؟ أم إيران؟ أم كلاهما معاً بدعم من متحالفين مع هذا الطرف أم ذاك؟!

*أستاذ الدراسات الإيرانية

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز