عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الشكل والمضمون فى "سياسة الدولة" !!

الشكل والمضمون فى "سياسة الدولة" !!

بقلم : د. حماد عبدالله

لقد كان لحفل وضع أساس المدينة الإدارية الجديدة شرق العاصمة أهمية كبرى كما أعتقد لدى شعب مصر ، ولدى شخصياً بعض الملاحظات التى تؤكد أن السياسة التى يتبعها النظام الان لا تعتمد فقط على الشكل الذى يُصَّدِرُه النظام سواء للداخل أو للخارج .



إن الرئيس "السيسى" أكد أثناء مداخلاته المتعددة أثناء عرض السادة وزراء الإسكان والكهرباء والتخطيط ورئيس الهيئة الهندسية وحتى مدير المدينة الإدارية الجديدة بأنه يقدم للمصريين وخاصة الأجيال القادمة دولة حديثة ، دولة لا تقوم فقط على الشكل الحضارى بإنشاء شبكة طرق ، وإستكمال البنية الأساسية ، وإخلاء السكان من العشوائيات إلى مدن جديدة ، وتقوم الدولة بهمة منقطعة النظير فى إنهائها ، كما أن "المضمون" الذى تحدث عنه السيد الرئيس ،والمثل كان واضح فى المدينة الإدارية الجديدة ، بأن كل وسائط الحياة فيها تنشأ "بنظرية من حيث إنتهى الأخرون" .

أنفاق للمرافق فى أنحاء المدينة حتى لا تقوم الأجهزة فى المستقبل بالإضافة أو الصيانة لتلك المرافق بهدم ما تم بنائه فى الشوارع وفى الأحياء المنشأة حديثاً.

خطوط الترام السريع والعمل على إتصال المدينة بأطراف (القاهرة العاصمة الأم)

"المضمون" يتمثل فى إنشاء مركز للخدمات الحكومية يتوسط (منطقة الوزارات) وكذلك يتصدر هذا التجمع الإدارى مجلس النواب ورئاسة مجلس الوزراء.

"المضمون" يتمثل فى النهر الأخضر وتفرعه إلى طرقات المدينة مخترقاً الأحياء السكنية والإدارية.

"المضمون" يتمثل أيضاً فى إتساع الطرق والإصرار على أن تكون فى المستويات العالمية الحديثة لتحمل الكثافة المرورية التى ستحدث بين ليله وضحاها ، ولعل منطقة "القاهرة الجديدة" وما تشهدة الاًن رغم إتساع شوارعها ومحاورها إلا أن (الترافيك) وصل للذروة ، وها نحن نرى عشرات المنشئات التى يتم تذويدها فى تلك المحاور مثل  كبارى (محور محمد نجيب ) (ونفق التسعين ) (وكبارى الفطيم ) ,وغيرهم من إستحداثات إنشائية تحتاجها الحياه هناك ,رغم أن إنشائنا لهذه المدينة لم يتعدى عليها زمنياً أكثر من عشر سنوات ، إلا أن تخطيطها كان يعتمد على الشكل وليس المضمون !!

"المضمون" هو ان نعمل على المستقبل واحتياجات الوطن والشعب الى الخدمات وإلى الانتقال إلى التوسع ,نتيجه الزيادة السكانية وهى ليست ببدعة فنحن نتحدث عن مواليد سنوياً تزيد بنسبه 2,3 % وهذا ما يجب أن تهتم به القيادة السياسية والإدارات التنفيذية والمخططون للمستقبل فى هذا الوطن .

لقد كانت "مصر" فى حقبات زمنية متعددة تقف مكتوفه الايدى أمام قصور عدم القدرة على التمويل ,وكانت "الخطط الخمسية" التى بدأها "جمال عبد الناصر" عام 1958,وحتى النكسة فى 1967,وتوقف الحياه المدنية عن إندفاعها فى التنمية، وكان الشعار (يد تبنى ويد تحمل السلاح ) حتى نصر أكتوبر 1973 ,والسياسات التى أتبعها الراحل الرئيس "السادات" وهى الانفتاح ولم تمهله الحياة لكى نستكمل ما كان يحلم به !!

لكى ندخل فى عصر بدأ رائعاً وإنتهى للأسف بتباطؤا ,وكان "الشكل أهم من المضمون" ,وحتى مجىء هذا النظام الذى بدأ فى 30يونيو 2013 ,حاملاً على عاتقه كل أعباء إعادة الدولة الحديثة فى "الشكل وفى المضمون" ، كانت احتفالية وضع حجر أساس المدينة الإدارية الجديدة (شرق العاصمة الأم) بمثابة نقله نوعيه فى الاعلام المصرى عن واقع رائع سوف نعيشه بأذن الله .

[email protected]

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز