عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الشرطة تراقب نفسها !

الشرطة تراقب نفسها !

بقلم : جورج أنسي

ما أعلنه وزير الداخلية الفرنسية أخيرًا بإجراء عملية مراقبة لعدد من عناصر الشرطة -خاصة ذوى الأصول العربية -للإشتباه بإنتمائهم للفكر المتطرف والإتصال بجماعات متشددة،على أن يقوم بعملية المراقبة جهاز الشرطة نفسه، أى (منه فيه) .. يعد خطوة على طريق المراجعة التى تقوم بها القوى الأمنية الفرنسية للتطهر من  أخطاء أضرت كثيرًا ببلد "الجن والملائكة".!



ومع تطبيق قانون الطوارىء وتعديلات القوانين لمواجهة الإرهاب فى فرنسا ..يصبح من حق الدولة فصل الشرطى المدان من وظيفته ، بل وتطبيق عقوبات أخرى أكثر غلاظة وهو أمر لم يكن متاحًا من قبل خاصة بالنسبة لرجال الشرطة الذين كانوا يتمتعون بصلاحيات واسعة وثقة بلا حدود فى قدراتهم ووطنيتهم!

وتشير التقارير الصحفية الواردة فى هذا الموضوع ؛إلى أن المجموعة التى ستوضع تحت المراقبة مكونة من حوالى ٣٠ فرد شرعت فى إعلاء (الإنتماء الدينى) على حساب (الإنتماء الوطنى) من خلال إتصالات وتفاعلات مع جماعات جهادية كان لها دور كبير فى التهديدات والتفجيرات التى حدثت فى بعض مدن فرنسا ، بل أن الشرطة أعلنت صراحة أن إحدى عضواتها -من أصل مغاربى - تم التحقيق معها بعد ثبوت إرتدائها النقاب عقب إنتهائها من عملها الشرطى ، وهو ما أثار الكثير من الأسئلة والشبهات فى ظل العلمانية الفرنسية التى تحرم إرتداء أية ملابس تدل على الهوية الدينية بجميع أنواعها وأشكالها...فما بالك بضابطة شرطة مهمتها تنفيذ هذا القانون !!

إن ما تقوم به الشرطة الفرنسية هو نوع من (مراجعة النفس) للوقوف على أسباب الخلل الأمنى، وهو أمر يستحق من جهاز الشرطة المصرية أن تتأمله وتقتدى به فى ظل تنامى الأفكار المتشددة داخل عقول بعض أفراد جهازنا الأمن ، وهو ما يؤثر حتمًا فى كفاءة هذا المرفق الحيوى صاحب التاريخ الطويل والمشرف فى حماية الجبهة الداخلية، والذى تحول بفعل عوامل التشدد والتعصب -منذ السبعينيات- إلى شرطة تخضع للأهواء الدينية لا مواد القانون!!

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز