عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
السادات وفتحى غانم وطبق الملوخية!

السادات وفتحى غانم وطبق الملوخية!

بقلم : رشاد كامل

كان «عبدالناصر» يخوض أكثر من معركة ومن بينها معركته مع «المرض» وكان الناس لا يعلمون ما يجرى بين قيادات «الثورة» وقد طرح مرض عبدالناصر عليها ذلك السؤال الرهيب: من يخلف القائد؟! ولقد سمح لى موقعى فى دار التحرير أن أواجه بعض المواقف التى كشفت المناورات التى تدور فى الكواليس بين رجال «عبدالناصر» لدعم وجودهم فى السلطة وفى انتظار الوقت المناسب لتولى الخلافة.

هكذا يروى الأستاذ الكبير «فتحى غانم» الذى كان يشغل وقتها منصب رئيس مجلس إدارة دار التحرير وشاهد عن قرب حكايات وأسرار وغرائب كواليس السلطة وكتب يقول:
من الطبيعى أن تكون الرغبة فى تولى السلطة قائمة فى الرجال الذين قاموا بالثورة، ومنصب الرئاسة يحتاج إلى من تأتيه الخلافة منقادة».
ويتحدث «فتحى غانم» عن انتخابات اللجنة التنفيذية للاتحاد الاشتراكى - التنظيم السياسى الوحيد وقتها - وكيف حصل السيد «على صبرى» على أكبر نسبة من الأصوات ليرأس اللجنة السياسية، بينما حصل «أنور السادات» على أقل الأصوات فى مفاجأة غير متوقعة بل مذهلة ويروى قائلا:
فوجئت بالسادات يتصل بى ويطلب أن تقف الصحافة إلى جانبه وكان يشكو من أن الأهرام والأخبار تتعمدان إهمال أخباره، وسبق أن سافر إلى إيران فلم تهتم الصحف برحلته، لولا أنى كلفت «إبراهيم نوار» رئيس التحرير التنفيذى للجمهورية بأن يصحبه فى رحلته وعاد إبراهيم وكتب تحقيقات صحفية تحدث فيها عن براعة السادات فى اللغة الفارسية والأشعار الفارسية التى يرددها، وحكى عن جلساته مع «السادات» وضيقه بإهمال الصحافة لأخباره.
وها هو السادات يطلب من جديد المعاونة وذهب إليه «إبراهيم نوار» فطلب منه السادات أن تهتم «الجمهورية» باجتماع اللجنة السياسية، وقال إنه يريد أن نستعد بمصور لأنه سوف يبكر فى الحضور إلى قاعة الاجتماع ويجلس فى مقعد الرئيس وعندما يأتى الآخرون - ومن بينهم «على صبرى» - سيضطرون إلى الجلوس على المائدة من حوله، وبذلك تصبح قضية اختيار أو انتخاب رئيس للجلسة ثم رئيس للجنة السياسية محسومة بالأمر الواقع.
ولم تمر هذه الواقعة ببساطة على الأستاذ «فتحى غانم» فقد فهم منها وبشكل حاسم وواضح وحسب كلامه: «كان واضحا لى أن السادات يريد السلطة ويستعد لها ويرى أنه أكثر رجال الثورة أحقية بخلافة «عبدالناصر»، وكنت أعجب للذين يتهمون السادات بعدم الفهم أو بالتهريج فى جلسات المشير «عبدالحكيم عامر» ولا يرون فيه ذلك الجانب شديد الصرامة والدهاء فى الإعداد للسلطة، وحرصه على متابعة النشر عنه.
وبعض كبار المسئولين كان يقول عنه بالحرف الواحد: «إن الذى يشغله هو طبق الملوخية الذى سوف يأكله عندما يعود إلى بيته!
ويفسر وجوده فى منصب «نائب الرئيس» بأنه شخص ضعيف لا حول له ولا قوة، ولذلك اختاره «عبدالناصر» نائبًا له ليطمئن إليه!! لكن الحقيقة أن السادات كان بالمرصاد لأى بادرة من أحد قيادات الثورة يستريب فى أنها تقوم بمناورة من أجل وراثة الخلافة!!
ثم يروى الأستاذ فتحى غانم كيف استدعاه زكريا محيى الدين وكان رئيسا للوزراء، وطلب منه فصل أحد المحررين الذى ذكر اسمه أثناء أحد التحقيقات وقتها، وقال لفتحى: أنا السلطة وما أجده فى مصلحة البلد لن أتردد فى تنفيذه وإذا اقتضت فصل مليون موظف فهو مستعد لذلك!!
ويمضى فتحى غانم قائلا: ولم يمض يوم على مقابلتى لزكريا محيى الدين حتى اتصل بى السادات وطلب حضورى إلى بيته وبدأ جلسة طويلة امتدت لساعات بسؤالى: ماذا فعلت مع «زكريا محيى الدين» ولم أسأله كيف عرف بالمقابلة؟! وكان لابد أن أروى له بالتفصيل كل ما حدث وأنصت باهتمام ثم قال بصراحة تامة: إن زكريا محيى الدين يعمل على دعم وجوده كصاحب سلطة مطلقة ويبث هذا الشعور فى مجالات مختلفة!
وكان السادات يرى الأمور من وجهة نظره بحذر وتأهب لمواجهة أخطار قادمة من جانب زكريا محيى الدين، وعندما خرجت من عنده كنت واثقا أن صراع السلطة الذى يجرى فى الكواليس أخطر بكثير مما قد يخطر على بال أحد، وتأكدت ظنونى بعد أيام!!
وللحكاية بقية



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز