عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
المكاشفة فى مشروع المدينة الإدارية !!

المكاشفة فى مشروع المدينة الإدارية !!

بقلم : د. حماد عبدالله

استكمالاً لحديثى بالأمس عن " الشكل والمضمون " فى السياسة المصرية المعاصرة ، هو ماتم أيضاً فى هذه الإحتفالية بوضع حجر أساس "المدينة الإدارية شرق القاهرة العاصمة" خاصة ما جاء فى عرض السيد اللواء "مهندس أحمد زكى عابدين" مدير المدينة والإفصاح الذى أدلى به عن التكليف الذى كلفه به السيد رئيس الجمهورية وحجم المسئولية الوطنية التى ألقاها السيد الرئيس على عاتقه .



والمعروف عن اللواء "عابدين" من تاريخ عمله الوطنى منذ أن كان على رأس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ، ثم نائباً لوزير الإسكان ، فمحافظ لبنى سويف ثم محافظاً لكفر الشيخ ، ووزيراً للإدارة المحلية على ما أعتقد ، كان صريحاً إلى درجة الهجوم عليه من بعض الصحف وبعض " المحبين للتستر على الخيبة والتقاعص " ، وكان دائماً على حق وجاء فى هذه المداخلة أمام السيد الرئيس شارحاً المسئوليات الملقاة على عاتقه كمديراً لهذه المدينة ، ومن مبدأ أهمية " الشكل والمضمون مرتبطين "، التى أشار إليها الرئيس ، كانت المكاشفة حيث وجه مدير المدينة بضرورة العمل على أن تكون هذه المدينة ذات صفة ذكية ، مستخدماً الرسومات والخرائط التوضيحية للربط بين المراكز الحكومية والسكنية والثقافية ، والمستخدمين لها ، عبر شبكات إليكترونية فيها ، وأشار إلى أن  "جهاز النظم والمعلومات" بالقوات المسلحة هى المؤسسة المتميزة فى هذه النوعية من التكنولوجيا ومعها "وزارة الإتصالات" وسلاح الإشارة .

كما نَبه على ضرورة توصيل خط " السوبرترام " من الطريق الرئيسى إلى مدخل المدينة وينتهى ويبدأ الخط من محطة مركزية وسط المدينة ، أسوة بمحطة برلين أو غيرها من المحطات العالمية المشهورة ، والجدير بالذكر أن مصمم محطة برلين للقطارات "السوبرترام " هو المهندس المصرى ( هانى عاذر ) .

كما أشار اللواء "عابدين" بصراحة شديدة بأن خطوط نقل الطاقة الكهربائية فوق ال 500فولت ، لا يمكن أن تستطيع شركة شرق القاهرة لتوزيع الكهرباء بتنفيذها،  وبالتالى يجب أن تقوم بها وزارة الكهرباء بنفسها وبرعاية العالم الأستاذ الدكتور "محمد شاكر" وزير الكهرباء الذى وضح سيادته فى مداخلته بعد حديث اللواء "عابدين" عن خطة الوزارة فى هذا الشأن ، وتطرق أيضاً اللواء "عابدين" وكأنه مديراً للتنسيق والإشراف على التنفيذ ، ليس فقط مديراً للمدينة الجديدة ، أهمية إستخدام الوحدات المنفصلة للصرف الصحى ، حيث المحطة الرئيسية لن تنتهى فى المراحل الأولى للمشروع.

ولعل توجيه النظر بعمليات "رى النهر الأخضر "لابد أن تعتمد فى مراحلها الأولى على الرى بالمياه الصالحة للشرب ، حيث أن المياه المعالجة ، لن تكون كافيه ، أبداً فى المراحل الأولى لقلة عدد السكان وقلة مياه الصرف الصحى المطلوبة لرى كل تلك المسطحات الخضراء ، وكان حديثه عن التمويل ، بأن السيد الرئيس سوف يقوم بتدبير الأموال اللازمة لتلك المتطلبات ,حيث كان من المخطط للمرحلة الأولى "عشرة الأف فدان" , ووصلت المرحلة الأولى طبقاً للطلب عليها إلى "أربعون ألف فدان" من إجمالى "170ألف فدان " للمدينة كاملة ,وكان رد الرئيس قاطع ,حيث أشار إلى أن ما ورد على لسان اللواء "عابدين" لابد من إتخاذه فى الإعتبار , وأعطى توجيهاته إلى المهندس/ إبراهيم محلب بعمل لجنه تضم كل الوزراء والمسئولين المعنيين مع اللواء "عابدين" ,وتقديم التكلفة الإضافية أو التمويل اللازم لسيادته لتلافى ملحوظات اللواء "عابدين" ,جميعها وهنا يؤكد الموقف على أهمية المكاشفة وسياسة الدولة الجديدة بأن " المضمون قبل الشكل ",فلو كان هذا الحدث تم فى عهد سابق ما كنا سنسمع هذه المداخلات إطلاقاً على الهواء !!حيث كان سيتم عرضها فى غرف مغلقة !!  وهنا يكون التقصير فى التنفيذ غير مرئى ,وغير متابع من الجميع ,ولكن عنصر المكاشفة وسياسة الشفافية ,وعرض ما يتم وما يجب أن يتم أمام الجميع ،يضع كل مسئول أمام مسئولياته ,وتحديات الموقف هو ذلك "الإنجاز العظيم" , والأهم السرعة فيه والحزم والحسم فى القرار.

أعود لكى أؤكد بأن تلك الإحتفالية وما تم فيها من عروض سواء من وزير الإسكان والكهرباء أو وزير التخطيط هى نقله نوعية فى النظام السياسى والإدارى فى الدولة المعاصرة "مصر الحبيبة" !!

 

[email protected]

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز