عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
مشهد من حياة قطة

مشهد من حياة قطة

بقلم : د. عزة بدر

ومثل فيلم..
فى قاعة مُغلَّقة
وعلى حياة مُتخيلَّة تفرجت
وحدى الجمهور والنظَّارة
الضاحكون والبكاءون!
أولئك الذين صفقوا وفى نهاية العرض يصافحوننى
لأننى أنا كما يروننى
البطلة!..
كاتبة النص
المخرجة!
وكل أحزانى إلى النور
تجسدت فى مشهد قاس وحيد
لقطة كبيرة يمتلئ الكادر بها
نامت على ذراعها
ولها من الأثداء ألف!
وحولها صغارها قطاطها العمياء
قَطَّعن بالأسنان أحبال السرة
فى لحظة واحدة.
يَمْزُقُنْ أثداء رضعنها ولم تعد سوى جُرحا كرأس دبوس صدئ
وغائر كطعنة
قد اختفت فى فروة بيضاء ناصعة
لاحت لها حينا
كجناحها المكسور
فدائما كانت تود أن تطير
توءمها مضى كذلك الذين
اجتمعوا على عيون ثديها إذ جفَّ
مثل وريقات بأشجار الخريف
تكسرت تحت خطى وحشية
تخالها أنيسة!
حتى القط الذى استولدها
 هذى الذكور وهذه الإناث لم يعد
يعرفها!
وعندما عبرت إليه كل هذه الطرق
لم يتذكر أى لحظة تشهَّاها؟!
ولا التقلب فوق رمل الشارع
 ولا الطراد عنيفه ورقيقه
ذاك التهور
والقفْزات المخيفة
من حالق وإلى هُوى عميقة
مواؤها الطويل شوق ورغاب
فى لحظات النشوة
إذ بلغ الوجد مداه
حتى انصراف كليهما
 لحاله
صارا كما غرماء لم
يقتسما هزائما ولا مغانما..
لم تنتبه إلى وجوده إلى جوارها
بعينه الوحيدة.
وكأنه من قبل لم يرها هنا إلى جواره.. 
أتكون تلك هى الحياة؟!
وىّ، وكأنها!
تلك التى كانت كمشهد وحيد
ونحن ما كنا سوى
غرباء عابرى سبيل!•



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز