عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
صديقي المختطف ذهنيًا.. حمدالله على السلامة

صديقي المختطف ذهنيًا.. حمدالله على السلامة

بقلم : أيمن عبد المجيد

على مقهى "فيس بوك"، جلس صديقي المتأثر بالآلة الدعائية للجان التنظيمات الإرهابية، يعصر ذهنه، يشك ويتشكك، ولأني احترم عقله، قبلت أن أستمع إلى أسئلته، أجيب عنها، لإيماني بأن بذور الدعاية السوداء لميليشيا الكيد السياسي، لا تنبت إلا في عقول تفتقد المعلومة والتنوير وحقائق الأمور.



قال الشاب: ما الداعي لشراء مصر السلاح، ونحن نعاني أزمات اقتصادية، فهل شراء السلاح الآن أولوية؟!

قلت: لحماية الأمن القومي المصري، وثروات الدولة الاقتصادية ضد العدائيات الخارجية. نعم شراء السلاح الآن أولوية، فالمحيط الإقليمي متلاطم بأمواج الفوضى والحروب، ومصر مستهدفة.

رد الشاب: لكن مصر ليست في حرب؟!

أجبته: بصرف النظر عن أن الحرب مستمرة، وبأشكال وأسلحة جديدة بينها استخدام المستجدات التكنولوجية في الحرب النفسية وتشويه الذهنية، فإني أقول لك إن مضاعفة القوة التسليحية تحقق قوة الردع وتحمي من الحرب، فالضعف يشجع الذئاب المتربصة على افتراسك، والقوة تجنبك شر القتال، وكل قطرة عرق تسقط في التدريب والاستعداد توفر نقطة دماء في المعركة.

قال الشاب الفيس بوكي: من هذه الذئاب المتربصة؟

قلت: هم صانعو الإرهاب، وأجهزة الدول المعادية التي تحاصر مصر اقتصاديًا، وتستهدف تفتيت الدول العربية إلى دويلات مذهبية وطائفية وعرقية متصارعة، إسرائيل مثلا، وإيران صاحبة المشروع الفارسي، وقطر مخلب القط الداعمة للإرهاب.

غاب الشاب لدقائق ثم عاد: المثل يقول ما يحتاجه البيت يحرم على الجامع ولدينا سلاح، أليس الأولى من شراء المزيد بناء مشاريع؟

قلت له بمناسبة الجامع، والدعاية السوداء التي يقف خلفها المتأسلمون بهدف الكيد السياسي لمصر، دعك من كلامي واستمع إلى أوامر الله عز وجل: قال تعالى: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون".. صدق الله العظيم، لاحظ: "ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم".

فيا صديقي امتلاك القوة هدفها ردع أي عدو نعلمه أو لا نعلمه، فالهدف تعزيز القدرة وامتلاك مقومات القوة العسكرية لحماية الوطن والشعب ضد أي عدائيات خارجية. عاد الشاب: وهل هذا السلاح يظل في المخازن؟

قلت: من قال ذلك سأعطيك مثالا، اليوم احتفلت مصر بعيد القوات البحرية المصرية، برفع الرئيس عبدالفتاح السيسي القائد الأعلى للقوات المسلحة العلم المصري على القاعدة البحرية بالإسكندرية بعد تطويرها وتعظيم قدراتها، وعلى الفرقاطة "الفاتح" الأحدث في أسلحة البحرية، بما تمتلكه من قدرة قتالية، والغواصة الألمانية ٤٢، وحاملة المروحيات ميسترال،"أنور السادات" وهو إنجاز عملاق، أضاف للقوات البحرية المصرية وحدات قتالية تعظم دورها في حماية مقدرات الوطن.

هل تعلم صديقي الجالس على مقهى "فيس بوك"، دور القوات البحرية؟

قال الشاب نعم: في الحرب تحمي السواحل وتدمر السفن المعادية.

قلت: نعم لكن في السلم دورها لا يقل أهمية وخطورة، دعني اطلعك على حقائق بالأرقام طالما نخاطب العقل.

تتولى القوات البحرية المصرية تأمين وفرض سيادة الدولة وقوانينها على سواحلها البحرية بطول ١٣٢٠ ميلابحريا، وعلى سبيل المثال تطلب ذلك خلال العشرة أشهر المنقضية تنفيذ ١٠ آلاف و٦٠١ طلعة بواسطة وحدات القوات البحرية، نتج عنها اعتراض وتفتيش ٤١٧ سفينة مشتبه فيها من دول أجنبية مختلفة، ونتج عن ذلك منع تسلل مهاجرين غير شرعيين، ومنع تهريب سلاح وبضائع مهربة.

تساءل الشاب: هل هناك دور آخر غير حماية الحدود الساحلية؟

أجبته نعم: تأمين الموانئ البحرية من الداخل والخارج، على مدار الساعة، ليلا ونهارا، فلدينا في مصر ٤٢ ميناء عاما وتخصصيا في البحرين الأحمر والمتوسط، تستخدم في شحن وتفريغ كل واردات مصر وصادراتها البحرية إلى جانب قيمتها التجارية، تحميها القوات البحرية.

شعرت بارتياح الشاب، وهو يبحث عن إجابة عما تبقى لديه من شواغل فكره، قائلا، الفرقاطة والأمسترال قدراتها ضخمة في أي شيء تسهم غير الخرب؟

أجبته: الكثير صديقي، تحمي اقتصادك الوطني، فمصر اكتشفت مؤخرا حقلا ضخما للغاز الطبيعي، (حقل ظهر) وهو في مياهنا الإقليمية البعيدة، على أطراف مسرح العمليات بلغة قوات البحرية، متوقع أن ينتج من ١٠ إلى ١٢ مليار متر مكعب غاز سنويا، وهذا يعني أنه ثروة، سيضخ مليارات في خزينة الدولة، مؤكد أنه يحتاج تأمين وحماية من استهداف الإرهاب والأعداء من نعلمهم ومن الله بهم أعلم، وهذه تحتاج تأمينات بأحدث أسلحةالبحرية، وحاملات الطائرات، ومثله (ميناء الحمرا) ويكفي أن تعلم أن البحرية المصرية تؤمن ٩٩ منصة بترول وغاز طبيعي ٥٦ منها في البحر المتوسط و٤٣ بخليج السويس والبحر الأحمر.

قال الشاب: لقد كنت مفتقدا لتلك المعلومات.

فإليك المزيد: التأمين يشمل أيضا مجرى قناة السويس الملاحي وحماية وتأمين السفن التي تعبر منه، وقوافل السفن التجارية في مياهنا الإقليمية، بل وتأمين السفن الحربية ذات الأهمية الخاصة، ومكافحة مافيا تهريب المخدرات والسلاح والإرهابيين عبر السواحل، على سبيل المثال قطع الإمدادات للإرهابيين عبر سواحل سيناء بالتعاون مع الأفرع الأخرى للقوات المسلحة كالطيران.

صديقي، مصر تشهد تنمية في جميع المجالات، والثروة تحتاج درعا قوية تحميها، وسيفا لبتر كل يد معتدية تحاول المساس بالوطن، الأمن أولوية والتنمية الاقتصادية أيضا، لكن لا تنمية بلا حماية، فلا أولويات،تنمية القدرة الشاملة اقتصاديا وعسكريا وبشريا وسياسيا، جميعها تسير في خطوط متوازية.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز