عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
د.محمود عزمى من رئاسة التحرير لرئاسة الرقابة!

د.محمود عزمى من رئاسة التحرير لرئاسة الرقابة!

بقلم : رشاد كامل

ما أسهل المعارضة سواء كنت سياسيا أو صحفيا!! وما أكثر ما جلس المعارض على مقعد «المسئولية» فنسى كل ما كان يطالب وينادى به من أفكار ومبادئ.



عاشت السيدة «روزاليوسف» هذه التجربة المثيرة للدهشة، عندما أصدرت جريدتها اليومية فى فبراير سنة 1935 واختارت لها  الدكتور «محمود عزمى» رئيساً للتحرير بمرتب شهرى قدره ستون جنيهاً فضلاً عن خمسين قرشاً عن كل ألف نسخة توزيع بعد العشرة آلاف نسخة الأولى.

وهكذا اشترك د.محمود عزمى بمقالاته النارية فى معركة جريدة «روزاليوسف» اليومية ضد الوفد وسياساته، وتقول السيادة روزاليوسف:  كتب الدكتور محمود عزمى بعض المقالات يهاجم فيها سياسة «أحمد عبدالوهاب» وزير المالية، وأذكر للحق هنا أننى لم أكن موافقة تماماً على هذه الحملة على السياسة المالية، وأذكر أنى تناقشت فى ذلك طويلاً مع الدكتور عزمى ومع زوجته، وكانت زوجته متحمسة جداً للحملة، وكان تأثيرها على أداء محمود عزمى السياسية كبيرا وقد ناقشتها طويلاً فى ذلك وقالت لى مرة: أنت مش عايزة الجريدة تنتشر؟! فقلت لها: أنا لا أريدها أن تنتشر بغير حق!!

وتتوالى مقالات وحملات د.محمود عزمى فيكتب عن «الدستور هو المنقذ الأوحد» و«حديث الدستور والإجماع عليه»، و«أيها المصريون أفيقوا»!! و«عاد الدستور وكأنه لم يعد» وغيرها من المقالات!!

وتزداد سخونة المعركة السياسية  والصحفية بين «روزاليوسف» السيدة والجريدة وبين حزب الوفد وتقول «روزاليوسف»: وعرضت حلولاً كثيرة لتسوية الموقف، عرض الوفد على أن أخرج «محمود عزمى» من الجريدة بوصفه صاحب المقال مقال «وليم الكذاب»، فيكون فى ذلك ترضيةكافية لمكرم عبيد سكرتير الوفد وللوفد ولكنى رفضت وقلت إننى مادمت قد وافقت على نشر المقال فيجب أن اشترك فى احتمال تبعاته كلها، وسمع الدكتور عزمى بذلك فجاءنى وأبدى لى استعداده لترك الجريدة إذا كان فى ذلك ما ينهى الأزمة، ولكنى رفضت أيضاً وقلت له: إن المسألة مسألة مبدأ، وأن الجريدة التى أقمتها بجهدى يجب أن أكون مستقلة بها، ولا يمكن أن أقبل تدخلا فى شئونها بإخراج هذا المحرر أو ذاك!!

ووقع خلاف بين د.عزمى وروزاليوسف وترك منصبه ليتولاه من بعده «عبدالرحمن فهمى بك»، وبعد فترة يتولى منصب مدير الرقابة ويكشف الأستاذ «إحسان عبدالقدوس»، عن واقعة مهمة اكتشفها فى أوراق والدته السيدة فاطمة اليوسف، فقد وجد بين أوراقها عقب وفاتها إنذاراً رسمياً أرسلته إدارة الرقابة على الصحف فى عهد «على  ماهر» إلى مجلة روزاليوسف وذلك لأن المجلة أغضبت الإنجليز وكان مدير الرقابة أيامها هو المغفور له الأستاذ «محمود عزمى» وهذا هو نص الإنذار:

الرقابة العامة ــ مراقبة النشر ــ رقم القيد 123 سرى.

حضرة السيدة «فاطمة اليوسف» صاحبة مجلة «روزاليوسف» ورئيسة تحريرها بعد التحية:

لا تزال مجلة «روزاليوسف» دائبة على نشر ما لا يتفق وروح الود الذى يسود العلاقات المصرية ــ البريطانية رغم إطراد لفت الرقابة نظرها إلى ما قد ينشأ عن خطتها من تعكير لصفو العلاقات!

ولقد كان آخر مظهر لها فى هذا الشأن تلك الصورة الكاريكاتورية المنشورة بظهر غلاف العدد الأخير الصادر بتاريخ 17 فبراير سنة 1940 لذلك فإنى أبعث بهذا الإنذار الرسمى محذراً من العودة إلى نشر مقالات أو أنباء أو صورة كاريكاتورية يكون من شأنها المساس بما بين الحليفتين من صداقة وحسن تفاهم أو تتضمن أى مخالفة لتعليمات الرقابة، لافتاً النظر إلى أن سهو الرقيب لا يعفى الناشر من المسئولية بحال، وإلى أن العودة إلى مثل ما هو محل هذا الإنذار ستعرض المجلة إلى المؤاخذة الشديدة دون هوادة.

وأرجو التفضل بقبول فائق الاحترام.

17 فبراير سنة 1940 ــ مدير رقابة النشر «محمود عزمى»

هذا هو د.محمود عزمى عندما أصبح مديراً للرقابة، أما محمود عزمى الكاتب والمفكر ورئيس التحرير فهو صاحب مقالات عديدة دخلت التاريخ، ومنها على سبيل المثال: «هذه الوزارة والصحافة، وبين الوزارة والصحافة حالة نفسية! و«لاتزال الصحافة مرهقة» و«لا تزال القوانين الرجعية نافذة» و«وزارة الداخلية تستدعى رئيس التحرير «عبدالرحمن فهمى» وغيرها!!

ولم يكن العيب فى محمود عزمى مدير الرقابة بل العيب فى قوانين الصحافة التى وضعها الإنجليز عام 1881 وظلت سارية المفعول!!

وللحكاية بقية!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز