عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
إدارة الانطباع (2)

إدارة الانطباع (2)

بقلم : د. أماني ألبرت

الانطباعات الأولى والتأثير



 

نتواصل من أجل بدء وتكوين علاقات ناجحة، حينما نقابل أشخاص لأول مرة نهتم جيدًا بخلق انطباع إيجابي عنا. ’’فالانطباعات الأولى تدوم أكثر‘‘ وهذا حقيقي إذ أن معظم الناس تبدأ في تشكيل إنطباعاتها خلال أول 20 ثانية، وخلال الدقائق الأربع الأولى يتشكل 90% من الإنطباعات.

وتعتبر عملية إدارة الانطباع مهمة جدًا لأنها تخلق جسور من الثقة والتوافق والتعاطف مع الآخرين. والملاحظ في عملية الانطباع أن جزء كبير منها يعتمد على خلفيات الأشخاص وتجاربهم وتصوراتهم المسبقة لذا من المحتمل جدا أن يصدروا أحكام متحيزة. ونظرًا لأن الأشخاص يعتمدون على انطباعاتهم ويثقون بها عبر تاريخهم وتجاربهم الحياتية فهم يرونها صادقة في كل الأحوال.

ولو كونوا انطباع سلبي فهم يسعون لتعزيزه من خلال تصيد الأخطاء وقد أتضح أنه يكون من الصعب تعديل هذه الآراء والانطباعات التى تكونت في مرة أو اثنين بل يحتاج الأمر إلى أربعة أو خمسة لقاءات تالية.

ويعتبر تكوين الانطباعات مهم لأن العمليات العقلية والتفكير المنطقي للمخ البشرى يمثل 10% فقط بينما يتوجه الجزء الأكبر من نشاط المخ للعمليات العقلية والانطباعات. فالإقناع لا يقوم فقط على الحجج العقلانية أو المنطق بل يتم من خلال الانطباعات والخلفيات والعمليات العاطفية.

وهناك سبع أدوات يمتلكها كل إنسان تمكنه من إدارة إنطباع جيد عنه، منها المظهر الخارجي ولغة الجسد والاتصال غير اللفظي ونبرة الصوت وأسلوب الكلام وكذلك مضمونه ثم الأفعال وأخيرًا السياق العام.

أول هذه الأدوات هي المظهر الخارجي أو كيف يبدو الشخص ومن الملاحظ أن المغالاة في الاهتمام بالمظهر الخارجي قد تثير الريبة كما أن إهماله يثير عدم الاهتمام.

الأداة الثانية هي الاتصال غير اللفظي ولغة الجسد حيث يتواصل الشخص مع الآخرين بدون كلمات بل يستخدم طريقتين، الأولى هي لغة الجسد مثل تعبيرات الوجه. حركة العينين والحاجبين. اتجاه وطريقة النظر. حركة ووضع اليدين والكفين. حركة ووضع الرأس. حركة ووضع الأرجل. حركة ووضع الشفاه والفم واللسان والثاني هو الاتصال الرمزي لتوصيل القيم والأحاسيس للمتلقي من خلال نوع وألوان الملابس. مكان الجلوس. المسافة مع الآخرين. وهو عنصر حاسم وقوى في التواصل لأنه يساهم في تكوين الانطباعات بنسبة من 60-80% على الرسائل.

الأداة الثالثة هي نبرة الصوت لأنها تتأثر بالحالة النفسية لصاحبها. وتنقل مشاعر الشخص هل هو متوتر أم حزين أو سعيد. فالتغيير في الصوت بالارتفاع والانخفاض، وكذلك الوقفات التي تتخلل بعض العبارات، ودرجة الخشونة والليونة، ورتابة الصوت على نمط واحد. كلها تؤثر في تكوين الانطباع.

الأداة الرابعة هي أسلوب الكلام، هل يصغي الشخص أم يتحدث بسرعة؟ هل يجيب قبل أن يُسأل؟ وهل يستفسر دائما؟ وكذلك نوعية الألفاظ التي يستخدمها الشخص هل يحتمل معنيين؟ هل فيه كلام مزدوج (double speak) هل يراوغ في شرح الأمور؟

الأداة الخامسة هي مضمون الكلام ومحتواه، ومدى انتقاء الألفاظ المناسبة، وهل يستخدم الفرد شعارات رنانة؟ فالأشخاص الذين لا يستطيعون انتقاء الألفاظ المناسبة،  ليست لديهم أصوات مسموعة في عالمهم. الأداة السادسة هي الافعال او ما يفعله الشخص في المواقف المختلفة؟ وكيف يتصرف في الأزمات؟ وأخيرًا الأداة السابعة، وهي السياق العام للموقف، فلكل مقام مقال.

إدارة هذه الانطباعات هدفها الأول والأخير هو التأثير في الأشخاص وليس خداعهم. وإذا تمت بشكل متوازن ستدوم الانطباعات، أما الابهار والخداع واستخدام اسلحة التخدير العاطفي فسريعا ما تكشفه المواقف الحقيقية.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز