عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الإعلام.. سنة ثالثة رسوب

الإعلام.. سنة ثالثة رسوب

بقلم : أيمن عبد المجيد

على مقهى "الفيسبوكية" ذاته، جلس الشاب "المفكراتي"، يحلل حادث الواحات البحرية، فإذا به يقتحم صفحتي الشخصية، معلقًا على بوست كتبته الساعة 9.13 مساء الجمعة، حيث ذكرت "الفيس بوكية بأن: "ما حدث اليوم ضربة استباقية لأخطر خلية إرهابية قادمة عبر الحدود الغربية، كانت تستعد لاستهداف منشأة حيوية.. الضربة نجاح استخباراتي".



كنت أدرك أنها الحرب، في ساحة الفضاء الإلكتروني، المتزامنة مع الحرب الدائرة في دروب وجبال الواحات البحرية، حرب رقمية تستهدف الروح المعنوية، بالتزامن مع المعارك العسكرية على الأرض، فقررت الاعتصام بالمهنية.

قال "الفيسبوكي": القتلى بالعشرات وأنت تقول "ضربة استباقية"؟!

قلت: الحقيقة إنها ضربة استباقية، فالمعركة دارت بالكيلو 135 بالواحات البحرية بالقرب من معسكر تدريب للإرهابيين، أي أن حملة الشرطة ورد إليها معلومات استخباراتية، بوجود إرهابيين ومكانهم، واستبقت تحركهم.. ذهب إليهم الجنود  قبل أن يأتي الانتحاريون إلى المدن والمنشآت الحيوية مدنية كانت أو عسكرية أو دينية.

شعرت به ينتفض على الماسنجر، صارخًا: ما دامت هناك معلومات واستباق، لماذا استشهد العشرات؟، قال "الفيسبوكي".

سألته: من قال لك إنهم عشرات، فلم تصدر بيانات رسمية.

قال الفيسبوكي: مصادر ومواقع وصحف نشرت، فلماذا لم تنشر"بوابة روزاليوسف" أرقامًا؟!.

أجبته: يا صديقي "بوابة روزاليوسف" صحيفة مهنية وطنية، تقدر التضحيات، تحترم عقل قارئها، والمصلحة العليا للوطن، تعتصم بالمهنية، لا تسترزق مشاهدات بالمتاجرة  بدماء الشهداء، قل لي بالله عليك، المعركة الآن قائمة - كان الحديث مساء الجمعة - فمن أين لتلك المواقع معلومة استشهاد العشرات، ولم يصرح مصدر بذلك، أعتقد أنه رسوب جديد لإعلاميين لم يتعلموا من رسوبهم السابق في تغطية أحداث الأول من يوليو 2015 بالشيخ زويد بسيناء.

صمت الصديق لدقائق، ربما قضاها في مراجعة نفسه،  واسترجاع دروس السقوط المدوي للإعلام في أحداث الهجوم الإرهابي المتزامن، قائلًا: معلومات من مصادر.

قلت: نحن أيضًا لدينا مصادرنا، لكن في مثل هذه الأوقات العصيبة التي تدور فيها رحى الحرب، ندرك خطورة الكلمة والمعلومة، في الحروب النفسية، وندرك أيضًا أن جهات معادية تستغل تلك الأوقات لنشر الشائعات، فبيئة الترقب والتوتر نموذجية لنمو الشائعة، ونحن نربأ بالإعلام المصري عن السقوط الثالث.

قال الشباب: السقوط الأول قلتَ إنه أخطاء الأول من يوليو 2015، فأين السقوط الثاني؟

أجبته: هل تتذكر التسجيل الصوتي الذي نسب إلى الشهيد البطل أحمد منسي، خلال الهجوم على كمين البرث، يومها راج في ساحة الحرب الرقمية "الفيس والتويتر واليوتيوب"، تسجيل  منسوب له، في ظاهره البطولة، لكنه يبث السم في العسل عندما قال من قام بتسجيله: "من يعرف يتصل بحد يقول له" .. فكان التسجيل المزعوم  يحوي رسائل مبطنة، مفادها أن  اتصالات بين الأكمنة والقيادة منقطع،  هلل له الكثيرون وتوسعوا في نشره ثم تراجعو بعد نفيه رسميًا، لكن بعد السقوط الثاني، وأظن ما يدور اليوم سقوط ثالث للإعلام.

قال الشاب: تتحدث عن الحرب النفسية، ماذا تقصد بها؟

يا عزيزي..

هي الحرب التي تستخدم فيها أساليب الدعاية والوسائل السيكولوجية والمعنوية المتنوعة  للتأثير في معنويات العدو واتجاهاته، لخلق حالة من الانشقاق والتذمر بين صفوفه، بهدف كسب المعارك، وهنا هدف الإرهاب وداعميه أن تكسر إرادة الشعب ويشعر بالاحباط، فتنشأ بينه وبين شرطته أو جيشه جدر من انعدام الثقة فتفقد القوات على جبهة محاربة الإرهاب الدعم المعنوي الشعبي.

فهل يتعلم الإعلام من أخطاءه؟!. فبعد الرسوب الثالث لن تكون مصداقية، ولتبحث الجهات المعنية عن تصدير المعلومة أخطائها، فترك الساحة للشائعات لا يقل خطورة عن تهور بعض الصحف.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز