بكائية الحياة والموت والمعلومات!

بقلم : جورج أنسي

حالة التخبط والعشوائية التى نعيشها مع كل حادث إرهابى أو كارثة مفجعة، تجعل من الضرورى أن نناقش بصراحة هذا العبث الاعلامى فى ضعف التغطية -من جهة- وعدم تعاون أجهزة الدولة -من جهة أخرى- حتى رغم فداحة الكارثة أو وفقا لمقتضيات الأمن الوطنى التى تتطلب فى بعض الأحيان عدم الكشف عن بعض الحقائق فى أوقات معينة.

والغريب أن الكثيرين -فى عملية الواحات الأخيرة- صبوا غضبهم على وسائل إعلام أجنبية مثل (رويتر)  و(بى بى سى) ، لما بثته من معلومات مغلوطة ، فى الوقت الذى نام فيه إعلامنا فى سبات عميق تاركًا الساحة للشائعات والتوقعات و كلمات مرتادو وسائل التواصل الإجتماعى (فيس بوك وخلافه) لتشكل آلام ومعاناة البشر المهمومين بحب الوطن والعطشى للمعلومات!

إن التأخر فى كشف الحقائق والمعلومات الضرورية فى أى حادثة أو واقعة تهم الرأى العام ، لهو من الأمور المضرة  للجبهة الداخلية فى مواجهة "عدو مشترك"  يستخدم آلته الدعائية معتمدًا على ترسخ الفكر التقليدى لدى أجهزة ومسئولى الدولة فى تأخير عرض الحقائق على الناس أو عدم تقديم المعلومات اللازمة لرجال الصحافة والإعلام ومندوبى المواقع الالكترونية، وهو ما يدعم توجهاته فى الاعلان عن قوته وقدراته!

لذلك فعلى الدولة المصرية أن تدرك جيدًا ، أن قوة الأمم تقاس بمدى ثباتها فى مواجهة بكائيات الحياة والموت، وذلك بعرض المعلومات الاساسية بشفافية على الشعب من خلال إعلام مهنى محترف لا يتخذ من الصوت العالى شعاره فى التأثير والإقناع، فقد مضى عهد حجب المعلومات  والوصاية على العقول والقلوب منذ وقت طويل لتصبح من مخلفات الماضى البعيد.