عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
غضب عبدالناصر وهجوم «روزاليوسف»

غضب عبدالناصر وهجوم «روزاليوسف»

بقلم : رشاد كامل

كان واضحا لى أن «السادات» يريد السلطة ويستعد لها، ويرى أنه أكثر رجال الثورة أحقية بخلافة عبدالناصر.
هكذا يؤكد الأستاذ «فتحى غانم» وقد عاش تلك الأيام وكواليسها بحكم منصبه كرئيس لمجلس إدارة دار التحرير، وكان «السادات» يعتقد أن السيد «زكريا محيى الدين» هو الخطر الذى يتهدده.. وفجأة حدث ما لم يخطر على بال أحد سواء السادات أو فتحى غانم الذى يقول:

«اتصل بى مسئول من الرئاسة وقال لى: إن الأمر فيما يتعلق بالسيد «زكريا محيى الدين» أصبح منتهيا لأنه سوف يترك منصبه كرئيس للوزراء بعد وقت قصير»!!
وهكذا عرفت أن زكريا محيى الدين خارج من الوزارة قبل حوالى أسبوعين من إعلان استقالته، وعرفت فى نفس الوقت أن اهتماما كبيرا كان موجها إلى تحركات «زكريا محيى الدين» وخوفا- لا أدرى أسبابه الحقيقية- من أن يكسب «زكريا محيى الدين» مواقع تعترف بسلطته سواء فى الإعلام أو الصحافة أو فى مواقع أخرى، فتمهد له الطريق ليتقدم فى الوقت المناسب لخلافة «عبدالناصر» المريض!!
وكنت أبحث عن وسيلة لظهور كلمة الناس التى تعبر عن إرادتهم ليكون لها تأثيرها فى هذه التيارات الخفية فى كواليس السلطة، والتى أجهلها ولا أعرف منها إلا ما يتسرب إلى نتيجة موقعى الصحفى!!
وكتبت مقالا عن أهمية تفاعل القيادات من خلال الاتحاد الاشتراكى «التنظيم السياسى» مع الجماهير لتكون مؤثرة فى سياسة البلاد، وإذا بـ«على صبرى»- رئيس الاتحاد الاشتراكى- يتصل بى، وقد وصلته بروفة من المقال - دون علمى- وكان يريد منع نشره، فقاومت بإصرار فسمح بنشره وهو يحذرنى من مغبة ما كتبته!!
فلما جاء أول اجتماع للجنة المواطنين من أجل المعركة، ودخل «عبدالناصر» قاعة الاجتماع اتجه بنظره إلى حيث أجلس وأشار بيده فى ضيق وقال: هذا الكلام الذى تكتبونه تعالوا أنتم ونفذوه!!
كان ضيق الصدر بالكلام الذى يراه نظريا وسط معمعة حرب الاستنزاف ومبادرة روجرز والصراعات الخفية على السلطة! ولقد اشتدت هذه الصراعات عندما كانت لجنة المواطنين من أجل المعركة تجتمع برئاسة «حافظ بدوى» فيعقد «السادات» اجتماع «الباب» المفتوح فى الاتحاد الاشتراكى، ويدور الهمس حول تصادم مواعيد اجتماع اللجنة مع «اجتماع الباب المفتوح» وضرورة التنسيق بين الاجتماعين.
ويعود «فتحى غانم» إلى الوراء عدة سنوات ليروى بقلمه المبدع كواليس ما كان يحدث فى عالم الصحافة والسياسة فى تلك الفترة التى تم فيها حل نقابة الصحفيين فى أبريل سنة 1954، فيقول:
«كنت أجلس فى مكتب كامل الشناوى بجريدة أخبار اليوم وكان يشرف على الأخبار السياسية والمحلية وأذكر بين الحاضرين صديقنا الحميم «سعيد سنبل» عندما صدر بيان مجلس قيادة الثورة فيه اسم «كامل الشناوى» و«إحسان عبدالقدوس» وآخرون يتهمهم بالحصول على رشاوى أو مصاريف سرية من حكومات عهد الملكية البائدة!! ودق جرس التليفون وكان «مصطفى أمين» يطلب من «كامل» أن يصعد إلى مكتبه وصعدنا معه، وهو يترنح دامع العينين لا يفهم ما الذى يحدث؟ وماذا يريدون منه؟ وما هدفهم من التشهير؟، وهل يستطيع أن يرد؟!
أما السيدة «روزاليوسف» فقد قابلتها فى بيت زوج ابنتها فكانت تهاجم وتشتم وقررت أن تنشر خسائرها من المصادرات التى واجهتها من الحكومات التى عارضتها، وكتبت أن كل ما حصلت عليه كان تعويضات طالبت بها على ما تحملته نتيجة مصادرة مجلتها وتقييد حريتها فى إعلان رأيها، وما حصلت عليه أقل بكثير من الخسارة المادية أو المعنوية التى تعرضت لها وكانت اتهامات المصاريف السرية تتسع لتشمل ثلاثة وعشرين صحفيا وكاتبا وأربع عشرة مجلة وصحيفة على رأسها طبعا مجلة «روزاليوسف» المعارضة المشاكسة!!
وظهرت بوادر الجدل حول قضية «الثقة والكفاءة» أو «أهل الثقة وأهل الخبرة» ومع ذلك ظلت الجماهير تنتظر انفراج الأزمة، وظهرت بالفعل بوادر تخفيف قيود الرقابة، وكان أول من أبلغنى بأن الرقابة سوف ترفع هو «أنور السادات»، وقد استدعانى إلى مقر مجلس قيادة الثورة بالجزيرة بالقرب من شيراتون الجزيرة الآن- وقال لى: إن الإعداد لدستور جديد قد تم!!
وكنت أكتب باب «أدب وقلة أدب» بآخر ساعة عن «الحرية» وإلى أى حد تقف عنده، وكتبت: أن شيئا واحدا لا بد أن نتركه حرا إلى أقصى حد وهو الأدب والفن، وكان الدستور الجديد- دستور 1956- لم يتعرض لهما!!
وللذكريات بقية!!



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز