عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
ظاهرة النهب الحلال !!

ظاهرة النهب الحلال !!

بقلم : د. حماد عبدالله

نحن نعانى هذه الأيام من ظاهرة "الحرامية" الجدد ، "فالحرامية "هو إسم لفئة من الخارجين عن القانون ، يقومون بسرقة الغير أو الناس بطرق مختلفة ، حددها القانون وصنفهم ، سرقة بالإكراه ، سرقة بالإقتحام ، سرقة تحت التهديد بالقتل أو الإغتصاب أوإقتحام من أجل السرقة ونهب أموال الغير وهناك حرامية يستخدمون وسائل ألطف بكثير من تلك الوسائل الخشنة التى ذكرناها فالوسائل اللطيفة فى سرقة الغير هى وسائل النصب والنصب متعدد وله أدواته ، وبالمناسبة الأدوات مكلفة فى بعض الأحيان فهناك نصب ينشر له إعلانات فى أجهزة الإعلام والصحف  وعن طريق الدعوة الطيبة ومظاهر التقوى ، تتم عملية النصب ونهب أموال ومدخرات الناس الطيبين فى البلاد  ولكن أغلبهم من "الطماعين" وهنا ينطبق المثل الشعبى ( طمعنجى بناله بيت فلسنجى سكن له فيه)!!



وظاهرة السرقة " والحرامية " فى بلادنا لها تاريخ طويل ، فالحرامى زمان كان نشاطه محدد ما بين "حبال الغسيل" أو عشش الفراخ ( الدواجن) ، فالحرامى يرصد أى شباك أو بلكونة بها (مناشر للغسيل) وترصد الحركة حتى تحين له الفرصة "لقص الحبل من الطرفين" ويصبح كل الغسيل المنشور فى حوزته ، ويفر هارباً ، أو عشش الدواجن حيث يسطوا عليها ويأخذ ما يستطيع جمعه مع ضوضاء الدواجن ونقيق " البط والأوز " ، وفى القرى كان الحرامى والتشكيلات العصابية تضع (الزرائب) هدفاً لخططهم فى سرقة المواشى ، وبيعها فى الأسواق المجاورة ،  كل ذلك زمان ، والبعض مازال ، وكل هذه التصرفات الخارجة عن القانون كانت تواجه من الأمن

بنشاط محترم عن طريق "عساكر الدرج" فى المدن أو عن طريق الغفر فى القرى أو الكونستبلات على الطرق الزراعية .

ومع تطور وسائل الحياة وإستخدام تكنولوجيا الإتصالات وإنتقال الدراما التليفزيونية والسينمائية عبر الشاشات والفضائيات ، ورأينا كيف تقوم المافيا الإيطالية والأمريكية بسرقة البنوك ، والمتاحف ومحلات المجوهرات وكيف يقتنص قطار حامل الأموال أو حافلة محصنة تنقل أموال البنوك ، كل هذه الأفكار الجميلة بالقطع توحى " للحرامى "  المصرى بعدة سيناريوهات قام بتطبيقها أخيراً فى الشارع المصرى ، لكن السيناريو الذى لم نستطع أن ننقله هو كيفية مواجهة " الحرامية " الجدد ، وبالقطع فى الأفلام والسينما نجد أن الخير عادة هو المنتصر،والبوليس هو البطل على شكل محقق أو رئيس المباحث(الأمريكى)هو المنتصر وهو القابض على التشكيل العصابى ، وعادة ما يكون رئيس العصابة (روبرت دى نيرو)  ورئيس البوليس (الباتشينو) وللأسف الشديد نحن لدينا الأف من (روبرت دى نيرو) لكن     

    ليس لدينا نصف (الباتشينو) وهنا معضلة ظاهرة " الحرامية " الجدد فى مصر ،

-إننا لا نمتلك مواهب هؤلاء الفنانين العباقرة فى هوليوود وإن وجدوا فلا أمل لظهورهم حيث يتعذر فى بلادنا ظهور الكفاءات المحترمة والإعتناء بها وتكريمها ، ورفع شأنها حتى تتكاثر فى أرجاء العمل الوطنى.

 

   Hammad [email protected]

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز