جورج أنسي
"السعر الإنسانى" فى التغليف "البرانى" !
بقلم : جورج أنسي
لا أعرف حتى الآن ما هى المعضلة فى تدخل الدولة بإلزام الشركات المنتجة للمواد الغذائية بجميع أنواعها، بوضع سعر البيع للمستهلك بصورة واضحة ضمن عملية تغليف السلعة"البرانى"-أى من الخارج - بحيث لا يسقط المواطن المسكين ضحية جشع هذا التاجر أو ذاك، لتحقيق أرباح كبيرة فى ظل ظروف إقتصادية بالغة التعقيد والصعوبة!.
الغريب أن أحد المسئولين خرج علينا منذ فترة بتصريح يؤكد بأن الحكومة تدرس التدخل لوضع حد لانفلات الاسعار، خاصة بالنسبة للسلع الرئيسة، حماية للمواطن وضبطًا للأسعار والسيطرة على العشوائية المتفشية فيه.
بل أن هذا المسئول ، أعلن أن طبع كل شركة لسعر سلعتها سيكون من الاولويات فى هذة المرحلة ، لكن فجأة توقف (المشروع الإنسانى ) فى وضع السعر ، ليستمر التجار فى طريقهم الجشع بإستنزاف المواطن دون رقيب !
ولكن .. هل يعنى وضع السعر على السلع ضربًا لفكرة المنافسة والسوق الحر ؟!..بالطبع فإن الإجابة ستكون بالنفى ، فى ظل حق كل شركة بتحديد السعر المناسب وفقًا لإنتاجها ومكوناته وجودته ورؤيتها للسلع المنافسة وهامش الربح الذى يتحدد لتجار التجزئة أو الجملة -على السواء - وبالتالى فإن الأجدر بالحكومة ، إذا كانت تعمل فعلًا على حماية المواطن والعمل على مصلحته ، بأن تسرع بالتدخل بإلزام جميع شركات المواد الغذائية -بصفة خاصة -بوضع السعر.. لعل ذلك يهدىء من الجنون الرهيب الذى يجتاح السوق والجشع الكبير لبعض التجار الذين يتحججون بالجملة الشهيرة "كله بسبب الدولار "، والدولار منهم برىء براءة الذئب من دم إبن يعقوب !
جوجل نيوز
