د. حماد عبدالله
الإعلانات والأحلام!!
بقلم : د. حماد عبدالله
تعددت وسائل النصب فى المحروسة على مر تاريخنا القديم والمعاصر وبالأمس كان حديثى عن ظاهرة الحرامية الجدد !! ولكن إستكمالاً لهذا الموضوع الهام فإن النصب اليوم أصبح مواكب للتطور الإعلامى والتكنولوجى فلم يعد النصب من خلال عرض ساعة يد تقليد "رولكس "على المارة فى الشارع أو عرض ثلاجة أو فيديو مستورد بثمن أقل من السوق وهو بضاعة مضروبة فى "مدينة نابولى" (إيطاليا) أو "تايوانى "الموضوع لم يصبح نصب " باللحى" والذقون والجلباب الأبيض والمسبحة "ووجود مسئول" بجانب الداعى لفتح محافظ وجيوب المصريون لسلبهم ، ما يدخرونه تحت مسميات تلتحف "بشعارات دينية "قريبة من قلوب المؤمنين من المصريين البسطاء !!
بل تعدت كل هذه الوسائل وسيلة "العرض الجهنمى بالإعلانات" المرئية فى التليفزيون أو فى الصحف والمجلات فلعلنا جميعاً نرى ما تعرضه بعض "شركات التنمية العقارية" من مشاهد تليفزيونية خلابة يلعب فيها المخرج والمعالج للصورة الإليكترونية بإضافة خدع سينمائية كأن المشروع به جامعات وحمامات سباحة وبحيرات ومراكب صيد وأبراج وحدائق وشوارع عظيمة وميادين ضخمة وإضاءات ونوافير مياه تتحرك مع الموسيقى وكلها صور حية منقولة إما من ( لاس فيجاس ) أو من مدن أوربية تتأقلم فيها العمارة والتخطيط مع ما هو على الطبيعة من بحيرات وأنهار وأمطار وغابات وطبوغرافيا (نتوءات الجبال والتلال)كل هذه صور حقيقية مضاف إليها الإعلان عن المشروع المراد ترويجه فى صحراء السويس أو صحراء أكتوبر أو صحراء 15 مايو !! مش ممكن أبداً !! بالعقل وبالمنطق أن ما يعلن عنه من مشروعات بهذه الصور المتحركة الخلابة لن يحدث "فالصحراء" لا يمكن أن تخلق فيها بحار وجبال.
ومرتفعات "وموانىء" ومراكب لقد شاهدت مشروع منشأ على هضبة صحراوية تعلو على سطح الشارع القريب منها حوالى مائة وخمسون متر والإعلان المرئى فى التليفزيون يظهر بحار ومراكب وقلاع حول الفيلات والعمارات شيىء غريب شيىء من "النصب العالى التقنية "وليس فى إستطاعتنا أن نرغم المستهلك المصرى على عدم التصديق !!
إن ما يعرض من أعلانات يعرض عن مشروعات عقارية بصورة كأنها نفذت وإستخدمت والناس يلعبون على حصيرة خضراء من العشب بملعب "جولف 18 حفرة " ومع ذلك ما زال المشروع أرض صحراوية لم يحصل حتى على تراخيص البناء كيف يتم الإعلان عن مشروعات وهمية فى صحف رسمية وأجهزة إعلام الدولة ؟ إنها "عمليات نصب كاملة" لأن ما يعلن عنه لن ينطبق على ما سيتم تنفيذه فى الحدود القصوى ولعل ما إتخذته حكومة (دبى) ضد شركة (داماك )( شركة تنمية عقارية ) بأن تفتح حساب خاص فى البنك لكل مشروع على حده وهذا الحساب يظهر "المصروفات والإيداعات الخاصة بالمشروع" حتى لا تندمج الحسابات والمشروعات والإعلانات والأحلام "كالسلطة البلدى" الذى يأكلها "بالهنا والشفا "المنصوب عليهم من "العملاء السذج الطيبون" وحصراَ فإن الإعلانات الناصبة على البشر هى مسئولية الحكومة!! الذى تحدد دورها فى ظل سياسات السوق الحرة بأنها "مراقب لكل الأنشطة" حرصاً على مصلحة الشعب والمستهلك "وهو المنصوب عليه فى أغلب الأحيان " !!
جوجل نيوز
