عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
عبدالناصر والسادات و«روزاليوسف» اليومية!

عبدالناصر والسادات و«روزاليوسف» اليومية!

بقلم : رشاد كامل

منذ صدر العدد الأول من جريدة «روزاليوسف» اليومية فى 25 فبراير سنة 1935 كانت معركتها الأولى هى الدعوة لعودة دستور سنة 1923 الذى كان قد ألغاه «إسماعيل صدقى باشا».



وكان فى مقدمة من قاد المعركة بمقالاته النارية الكاتب الكبير «عباس محمود العقاد»، الذى كتب يقول صراحة أن حكومة نسيم باشا لن تعيد الدستور وأن هناك مؤامرة بريطانية فى هذا الصدد!!

وسرعان ما جاء تصريح وزير الخارجية البريطانى «صمويل هور» يوم التاسع من نوفمبر 1935 الذى جاء فيه «عندما استشيرت الحكومة البريطانية نُصحت بأن لا يعاد دستور 1923».

وسرعان ما اندلعت ثورة شباب الجامعة ضد هذا التصريح، وتبنت جريدة «روزاليوسف» ثورة الشباب وخصصت لها عدة صفحات كل يوم لمتابعتها بالتفصيل، وفى دراسة مهمة عنوانها «ثورات الشعب» تقول «روزاليوسف»: انطلقت أول شرارة فى هذه الحركة من جريدة «روزاليوسف» اليومية يوم هاجمت هذه الجريدة وزارة المغفور له «توفيق نسيم باشا»، وقد قرر الوفد حينئذ أن يقيل الأستاذ «عباس العقاد» من عضوية الهيئة الوفدية واعتبار جريدة «روزاليوسف» غير ممثلة لسياسة الوفد.

كانت مقالات العقاد تلهب صدور وعقول الشباب بالثورة والسخط والغضب وكان من هؤلاء الطلاب «جمال عبدالناصر حسين» الذى شارك فى ثورة الطلبة وجرح وأصيب جراء هذه المقالات، وظل إعجاب الطالب «جمال عبدالناصر» بالعقاد ومقالاته حتى بعد قيام ثورة 23 يوليو سنة 1952.

تفاصيل هذه القصة وراءها الأديب الكبير «يوسف السباعى» وأعاد نشرها الأديب الكبير «عبدالعزيز صادق» فى كتابه «زيارة إلى الماضى».

كان ذلك فى عام 1958 عندما انعقد فى القاهرة لأول مرة مؤتمر الأدباء العرب وبعد انتهاء المؤتمر طلب الأدباء العرب لقاء الرئيس جمال عبدالناصر والحديث معه فدعاهم إلى لقائه فى قصر القبة.

وقال «يوسف السباعى»: ووقفت مع «عبدالناصر» فى حجرة مكتبه قبل أن يدخل الأدباء، وسألنى الرئيس: هل العقاد موجود؟!

وقلت نعم، وابتسم «عبدالناصر» قائلا: هذه أول مرة أراه فيها!!

ثم استطرد قائلا: كنت دائما معجبا بالعقاد ولاسيما فى الفترة التى خرج فيها على الوفد وكان يكتب فى جريدة «روزاليوسف»!! وصمت عبدالناصر ثم قال ضاحكًا:

خلال الحرب العالمية الثانية كان العقاد يكتب مؤيدا للحلفاء، واتهمه البعض بأنه عميل لهم، ولكنى لا أعتقد أن «العقاد» يمكن أن يكون عميلا لأحد، أنا لا أكره أن يكتب الكاتب عن أى اتجاه بشرط أن يكون معبرا عن رأيه وليس عميلا لأحد.

باقى تفاصيل الرواية رواها الأستاذ «عبدالعزيز صادق» قائلا:

قال «عبدالناصر» للسباعى - كما روى لى يوسف بعد المقابلة - هناك كلام يتردد حول العقاد وحول فلوس دفعها له الانجليز عن أحد كتبه، ذلك أن هذا الكاتب كان يؤيد سياسة الانجليز فى ذلك الوقت فى الوطن العربى بصفة عامة، وفى مصر بصفة خاصة!! ما مدى صحة هذا الكلام يا يوسف؟!

وقال «يوسف السباعى» لعبدالناصر أن «العقاد» لم يقبل طوال حياته مليما بغير حق، وأن دفاعه عن الديمقراطية قديم، فله كتابان فى هذا المجال - أى الدفاع عن الديمقراطية منذ سنة 1912 أى قبل أن تتضح أطماع ومطالب الانجليز فى مصر، لأن ذلك لم يتبلور تماما بصورة واضحة إلا بعد نشوب الحرب العالمية الأولى عام 1914 أى بعد أن كتب العقاد بعامين».

وتمضى السنوات وتقوم ثورة 23 يوليو 1952 بقيادة «جمال عبدالناصر» وعندما يصدر كتيبه «فلسفة الثورة» أرسل بنسخة  منه إلى العقاد مع إهداء بخط يده قال فيه: «إلى الأستاذ الكبير عباس محمود العقاد مع تقديرى» بتاريخ 6 يونيو سنة 1954.

طالب آخر وقع فى غرام «روزاليوسف» اليومية ومقالات الأستاذ «العقاد» هو «محمد أنور السادات»، الذى عبر عن هذا الإعجاب للكاتب الكبير الأستاذ «أنيس منصور» عندما كان ينشر حلقاته الرائعة على صفحات مجلة أكتوبر بعنوان «فى صالون العقاد كانت لنا أيام»، وتفاصيل الحكاية رواها الزميل الصديق «إبراهيم عبدالعزيز» فى كتابه «رسائل أنيس منصور» حيث كتب الأستاذ أنيس يقول:

«عندى تسجيل طويل بصوت الرئيس السادات تعليقا على سلسلة «فى صالون العقاد كانت لنا أيام» وكيف أنه - أى السادات - اختلف مع الأستاذ «العقاد» فى موقفه السياسى، وقال السادات لأنيس:

هذه الفصول عن العقاد مكتوبة بشكل غريب وتتناول جانبا هو لا يعرف عنه شيئا، لأنى كنت مشدودا من أسلوبه العنيف فى الكتابة السياسية، يمكن لطبيعتنا نحن خصوصا أبناء الريف والقرى كطبيعة سهلة ليس فيها هذا العنف الذى كان فى كتابات «العقاد» السياسية خصوصا عندما صدرت «روزاليوسف» اليومية التى كنت أقرأها يوميا.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز