عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
محمد الرفاعى.. كتب الرواية والمسلسل من «عربة اسمها المسرح»

محمد الرفاعى.. كتب الرواية والمسلسل من «عربة اسمها المسرح»

بقلم : د. عزة بدر

كاتب ساخر تقرأ كلماته فتضحك حتى تمتلئ عيناك بالدمع! كان يلتقط بمهارة قضاياه، ويرسم فى مقالاته صورا كاريكاتيرية بالكلمات، تستطيع أن تقول: أنه أمضى حياته فى «عربة اسمها المسرح»، وقد اختار هذا العنوان ليكون اسما لأحد كتبه، وبالفعل كان محمد الرفاعى ولا يزال أحد الأسماء المهمة فى النقد المسرحى فسافر إلى كل أقاليم مصر وكتب عن الحركة المسرحية فى بلادنا.



واهتم بالعروض المسرحية التى تقدمها الثقافة الجماهيرية فى أقصى الأقاليم ليضىء الطريق أمام نجوم هذا الفن من كتاب ومخرجين وممثلين، اشتهر بمقالته «قضية فنية» على صفحات مجلة «صباح الخير» وعالج فيها شئون الفن وخاصة السينما والمسرح والتليفزيون.

تتبدى روحه الساخرة المتمردة فى كل ما يكتب، تزكى موهبته ذائقة نقدية مرهفة وجريئة ويحمل صراحة أمواج البحر فى مواجهة الشاطئ، وتخرج محمد الرفاعى فى كلية الآداب قسم الحضارة اليونانية والرومانية بجامعة الإسكندرية، بدأ شاعرا فكتب قصائد من شعر الفصحى، صدفة جميلة مخبوءة كلؤلؤة أهدته لعالم الصحافة، ذهب للفرجة على فيلم سينمائى فى قصر ثقافة الشاطبى، فالتقى بالناقد والكاتب الكبير رءوف توفيق الذى تناول الفيلم بالنقد، وحَدَّثه محمد الرفاعى عن شعره ومشاركته فى مظاهرات الطلبة عام 1968، إذ طالب الجميع بضرورة محاسبة من تسببوا فى نكسة 1967.

فدعاه رءوف توفيق إلى إرسال قصائده لتنشر على صفحات مجلة «صباح الخير» وكان يشرف على الباب الأدبى الشاعر الكبير فؤاد حداد، نشر محمد الرفاعى قصائده ووجد نفسه يختار العمل بالصحافة والتقى بالكاتب الصحفى جمال حمدى، الذى طلب منه أن يرسل للمجلة أخبارًا صحفية ولكن الرفاعى كان يرغب فى أن يكتب مقالاته النقدية فى مجال المسرح، فارتحل إلى القاهرة وتدرب على العمل الصحفى فى «صباح الخير» وعام 1980 هو العام الذى وضع محمد الرفاعى وجها لوجه أمام مواهبه المتعددة بعد أن انضم إلى فريق العمل الرسمى فى صباح الخير، فكتب المقالات النقدية، وعالج القضايا الفنية، وكتب عما يقدمه التليفزيون من مسلسلات وما تقدمه الشاشة الفضية من أفلام، تألقت موهبته فى كتابة المسلسلات الإذاعية والتليفزيونية فقدم سهرة «المعطف» عن قصة جوجول فى التليفزيون عام 1979، بطولة عبدالسلام محمد، وأحمد بدير.

وعندما التقى بمدحت زكى أقنعه بكتابة المسلسلات الدرامية للإذاعة، فقدم مسلسل «رحلة فى الزمن القديم» تسعين حلقة من بطولة محمود مرسى، وأمينة رزق، وأذيع المسلسل على إذاعة البرنامج العام 1980 لمدة ثلاثة أشهر. 

كما قدم «الفردوس المفقود» مسسلسل من بطولة عزت العلايلى، وزيزى البدراوى عام 1981.. ومسلسل «نبع الينابيع» عن رواية تحمل نفس الاسم لعبدالله الطوخى وأذيعت عام 1982 فى إذاعة «ركن السودان»، بالإضافة إلى مسلسل «سنوات المجد» ومسلسل «شمس الحرية» لإذاعة البرنامج العام ، ومسلسل «البيضاء» عن قصة «البيضاء» ليوسف إدريس عام 2000، عرضت على شاشة التليفزيون، وكتب محمد الرفاعى المسرحية كما كتب الرواية، فله مسرحية بعنوان «أهو ده اللى صار»، ورواية نشرت مسلسلة على صفحات مجلة «صباح الخير» بعنوان: «كائنات الحزن الليلية»، وقد رشحت الرواية لجائزة البوكر، وكتب عنها إبراهيم أصلان مبشرا بإشراقة جديدة فى مجال الرواية العربية، وتتناول الرواية الواقع المصرى من خلال شخصيات تعذبت بالواقع السياسى والاجتماعى منذ حقبة الخمسينيات والستينيات حتى بداية التسعينيات.

وكان يقول محمد رفاعى عن مواهبه المتعددة: «تستهوينى فكرة أو تجربة فأكتب عنها مقالة أو مسرحية أو رواية، لا يقيدنى الشكل وإنما تلح عليَّ الفكرة وهى التى تختار بنفسها طريقة التعبير عنها، ويقول أيضا فى كلمات دالة شاعرة «أكتب ما يؤلمنى».. أصدر الرفاعى عددا من الكتب النقدية منها: «فلسطين فى المسرح المصرى»، و«تجارب فى المسرح العربى»، وأصدر كتابه الساخر «ثقافة وفن وحكايات تِموِّت من الضحك».

 رحلة إبداع الرفاعى تشكلت عبر أشكال مختلفة من الكتابة، وتجلت فى المسلسل، والمسرحية، والرواية، والكتابة الساخرة، والرؤى النقدية، أجمل ما فيها أنها تشكلت بحرية وعلى مهل اتخذت ما تريده من أنواع أدبية وفنية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز