عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الفتاة المصرية من ظلم المجتمع إلى الدعوة لاغتصابها!

الفتاة المصرية من ظلم المجتمع إلى الدعوة لاغتصابها!

بقلم : محمد جمال الدين

فى الوقت الذى تحدد فيه الأمم المتحدة يومًا للاحتفال باليوم العالمى للفتاة، تعزيزًا وتقديرًا لدور الفتاة وأهميته فى جميع المجالات؛ تعانى الفتيات فى مجتمعنا العربى بشكل عام والمصرى بشكل خاص، أشد المعاناة من عادات وتقاليد موروثة لم نستطع أن نتخلص منها حتى الآن.
بداية من العنف الأسرى والتحرش وعدم المساواة بينها وبين أشقائها الذكور، ومن عملها فى المنازل للصرف على الأسرة، مرورًا بإهمال تعليمها، بخلاف تعرضها لجريمة الختان التى تعد من أبشع الجرائم التى ترتكب فى حق بناتنا، والتى تعد مصر من بين الدول التى لها ترتيب فى هذا الشأن، رغم تراجعها مؤخرًا بفضل الجهود والقوانين التى صدرت لتحول دون انتشار هذه الجريمة، حتى وصلنا إلى جريمة كبرى أخرى تتم فى مصر منذ زمن بعيد وهى قضية الزواج المبكر (زواج القاصرات)، التى تأتى فى مقدمة المشاكل والمعاناة التى تتعرض لها الفتاة المصرية، وهو ما كشفته الأرقام الصادمة عن تعداد السكان فى مصر 2017، الذى كشف أن هناك 18.3 مليون فتاة قاصر متزوجة فى مصر حسب هذا التعداد.. الأمر الذى يجعلنا نتوقف أمام مسئوليات كل فرد منا تجاه هذه الظاهرة الخطيرة والكارثية بحق بناتنا، ورغم خطورة الرقم وصدمته التى يدركها القاصى والداني؛ فإن أحد نواب برلماننا الموقر، صرح بأنه سيتقدم بمشروع قانون يطالب فيه بتخفيض سن الزواج قبل انعقاد الدور التشريعى الحالى، على اعتبار أنه لا يعيش فى مصر ولا يدرك المخاطر الذى خلفها الزواج المبكر للفتاة من طلاق وضياع حق الزوجة (الفتاة) والأولاد وتشريدهم فى الشوارع، والحمد لله أن مشروع نائبنا الهمام وجد معارضة قوية من قبل أعضاء وعضوات البرلمان، لهذا لم يخرج مشروع قانونه المزعوم من جرابه أصلا، ومع هذا لاتزال معاناة بناتنا مستمرة ولم تنته بعد، فمؤخرًا خرج علينا من يهينهن ويهين كرامتهن، وهو للأسف يعمل فى مهنة المحاماة، تصريحات المحامى إياه اختص بها الفتاة التى ترتدى ملابس غير لائقة، حيث قال فى أحد البرامج: (أنا رجل صعيدى المنشأ والأصل)، ويكرر: (اللى يزعل يزعل، البنت اللى مش بتحافظ على نفسها وتدعو الناس أنها تعاكسها ولابسة بنطلون مقطع، اغتصابها واجب قومى، والتحرش بها واجب وطني)! تصريح يحقر من شأن الفتيات بين أهل وطنهن، بل يعد جريمة لتضمنه تحريضًا صريحًا على العنف وفقا لمواد فى قانون مكافحة الإرهاب والدستور، جريمة المحامى المذيع وقعت عبر شاشة إحدى الفضائيات، ولذلك ننتظر من المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام أن يتخذ موقفًا واضحًا من هذه التصريحات ومن قائلها، الذى أصبح فى غفلة من الزمن مذيعًا، يطل علينا من خلال برنامج يحمل اسمه، الذى سارع إلى تقديم اعتذار لا يسمن ولا يغنى من جوع عن تصريحاته المسيئة للفتاة المصرية، ولا يتراجع فيه عما قاله، بل أكده، وبدلا من الحفاظ على بناتنا أو توعيتهن تركناهن فريسة لمجتمع لا يرى فيهن سوى أنهن سلعة تُباع وتُشترى ليس لها رأى فى اختيار شريك حياتها حتى لو كان سبق له الزواج من قبل أو تفوق سنه أضعاف عمرها، وليس لها الحق فى استكمال تعليمها لأن الزواج المبكر (سُترة) لها، فهى فى النهاية مغلوبة على أمرها ومجبرة على تنفيذ ما يطلبه الأهل، أما حلمها فى التعليم وأمنيتها فى أن تصبح طبيبة أو مهندسة فليذهب إلى الجحيم أمام ما يريده الأهل، الذين تخصصوا فى قتل الأحلام على اعتبار أن البنت فى مجتمعنا ليس من حقها أن تحلم أصلاً، لأنها لن تصبح أبدًا مثل الولد، وما هى إلا كمالة عدد، وليرحم الله شاعرنا الكبير (صلاح جاهين) فى رائعته (هو وهي) الذى كان يرى أن البنت مثلها مثل الولد (ومش كمالة عدد)، ولكن تصريحات المحامى الجهبذ أضافت جريمة أخرى إلى سجل الجرائم المتعددة التى ترتكب فى حق بناتنا، الذين ندعو لهن بأن يرحمهن الله من ظلم المجتمع، ومن ظلم من لا يقدرون الدور الذى يقمن به فى مجتمع يعانى من سيطرة الرجل وقسوته.



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز