عاجل
الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
الرمزية.. تحت القُبة.. مصر تبحر في عقل العالم «2»

الرمزية.. تحت القُبة.. مصر تبحر في عقل العالم «2»

بقلم : أيمن عبد المجيد

تمرض مصر، لكنها سرعان ما تعود فتية، عضلاتها مؤسساتها، ودماؤها المتدفقة شبابها، وقٌبتها الوليدة في شرم الشيخ رمز لعودة حضارتها لاحتضان العالم.



 

أقوى ما في مصر الآن عقلها ذو الرؤية الاستراتيجية، ردها على أكاذيب الأعداء بالأداء الاحترافي على الأرض.

 

تحت القُبة المبهرة، في حفل افتتاح منتدى شباب العالم، احتضنت مصر الثقافات والحضارات، أحفاد ــ كما أوضح الرئيس عبدالفتاح السيسي ــ يواصلون صناعة حضارة الأجداد.

 

قلب العالم النابض مصر، قالها الرئيس بينما كان الرمز حاضرًا، قلب القبة وذروتها، تشع نورًا، بينما خريطة العالم تحيط بها، هي مصر، قالها الرئيس «حكم التاريخ وشهادة الجغرافيا».. مصر تتوسط العالم شهادة الجغرافيا.

 

أما حكم التاريخ.. على بعد كيلو مترات من القبة التي تظلل وفود العالم، كلم الله نبيه موسى، تجلى سبحانه في مصر دون غيرها، وفي دروب سيناء المباركة مرت العائلة المقدسة، مريم العذراء والمسيح عيسى عليه السلام.

 

حكم التاريخ.. مصر صانعة الحضارة، حاملة الشعلة التي أهدت الإنسانية بنورها، واليوم في منتدى شبابها وشباب العالم تناقش آلام وأوجاع الإنسانية، تناقش الحاضر بتحدياته، بحثًا عن مستقبل أفضل بتوقعاته.

 

إنه الانتصار، تحت القبة ــ المظلة المصرية ــ كان حفل الإبهار والانتصار، نعم الانتصار ــ مشهد النصر من أوبرا عايدة ــ هذا المشهد الرمز الحاضر مع كل إنجاز يحققه الوطن.

 

تُرى، على من انتصرت مصر لتحتفل في وجود العالم؟! انتصرت على مخططات الأعداء، فها هي تقف قوية على قدميها، وها هم شبابها يقودون المسيرة، في حضن وطنهم، يطلقون المبادرات ويستضيفون شباب العالم.

 

وها هي شرم الشيخ، جوهرة سيناء، إنها مستقرة، تشع سلامًا، رسالة قوية لمن تعمدوا تشويه الصورة الذهنية لمواطني عدد كبير من بلدان العالم، وها هم قادة وشباب من قرابة 113 دولة من أرجاء الكرة الأرضية، على الأرض المصرية، يتحاورون «على أرضية الإنسانية بلا طائفية ولا قبلية ولا عرقية»، استجابة لدعوة رئيس مصر في كلمته التاريخية.

 

كثيرة هي الرسائل المكتوبة بلغة الرمزية، فكما كانت القبة رمزًا للمظلة المصرية التي تحتضن شباب العالم، وتُشع حضارة، تأتي قاعات المنتدى التي تحتضن نقاشاته وحواراته ناطقة بما لم يُقَل، فمحور قادة صناعة المستقبل، اسمها:  «الأقصر» تلك المدينة المصرية التاريخية التي تحتضن معبد الكرنك، تحت اسمها يناقش شباب العالم «كيف يصنع العالم قادته؟»، و«يستعرض التجربة المصرية في صناعة المستقبل، وعرض البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة»، و«نماذج لقادة المستقبل».

 

بينما حملت قاعة «قضايا شبابية علمية» اسم «أسوان وأبوسمبل»، فيما تناقش قضيا الحوار الحضاري في قاعة «الإسكندرية وأبو الهول»، الإسكندرية، لما لها من تاريخ حضاري وأبو الهول حارس الحضارة المصرية، بينما تحتضن قاعة تحمل اسم «قناة السويس ووادي النيل» فعاليات نموذج محاكاة الأمم المتحدة، فقناة السويس شريان التقاء الأمم.

 

قطعًا أسماء القاعات بالغة بعدة لغات، قطعًا العقل المنظم لم يفعل ذلك صدفة، بل هناك إبداع من البداية للنهاية.

 

دقيقة حدادًا على أرواح شهداء العالم، دعا إليها الرئيس السيسي، رسالة بالغة المضامين، ففي كل أنحاء العالم شهداء الإرهاب والفكر الضال، وقرارات ضالة لقادة بالعالم اتخذوا قرار الحرب، وآخرين مولوا وأذكوا الصراعات.

 

مصر أرض الحضارة، وقف قائدها السيسي، اليوم، مصححًا لمفاهيم حقوق الإنسان، مضيفًا لها بُعدًا جديدًا، قائلاً: «الإرهاب ينتهك إنسانيتنا، الإرهاب يحطم إنسانيتنا، مقاومة الإرهاب حق إنساني، مكافحة الإرهاب حق جديد للإنسان، أضيفه أنا».

 

الرئيس صادق، فعلى رأس حقوق الإنسان الحق في الحياة، والإرهاب يستهدف هدم الإنسان والبنيان.

 

وليس أدل على صدق الرئيس من رواية «لمياء حجي»، التي أبكت معاناتها الحضور، كانت تحاول الفرار من أنياب ومخالب الإرهاب، ومن جسدها تسيل الدماء، وتحت قبة مصر وعلى منبر منتداها نقلت للعالم صرختها.

 

على أرض السلام، دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي للسلام، عبر الحوار بين حضارات وشباب العالم، دعا الجميع للحوار على أرضية «الإنسانية» سعيًا لغدٍ أفضل يحمل الخير للبشرية.

 

عن منتدى شباب العالم، للحديث ــ إن شاء الله ــ بقية.

 
 
 
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز