التطوير والتهدير!

بقلم : جورج أنسي

فى محاولة للتطوير والخروج من نفق العشوائية ، قامت مجموعة من الشباب فى حى شبر الخيمة بتدشين حملة على صفحة التواصل الإجتماعى (فيس بوك) لرصف الشارع الموجود فيه منازلهم، إتقاء لفصل الشتاء وتحول المنطقة إلى برك ومستنقعات تصيب الجميع دى إستثناء.

واستغل هؤلاء الشباب الدعم المقدم من أحد المتبرعين مع الجزء المخصص من جانب رئاسة الحى وبدأوا فى عمليات الرصف ، وهو عمل محمود إنتقل لأهالى شوارع أخرى فى المنطقة لتقليده، وفى النهاية فإن هذا التطوير يَصْب فعليًّا فى مصلحة المواطن.

وفى نفس الوقت وعلى نفس طريق الرصف و(السفلته) ، يأتى التهدير فى شوارع أخرى من العاصمة وهو ما كنت أشهده كل عام- ومنذ سنوات بعيدة-  بإعادة رصف شارع الخليفة المأمون فى حى مصر الجديدة على الاقل مرتين فى العام الواحد -وهو لايزال فى أحسن حال ويتحمل سنوات أخرى - وهو نفس ما أشهده هذة الأيام بتكسير أرصفة بعض مناطق التجمع بالقاهرة الجديدة وإعادة رصف شوارع فى حالة ممتازة وترك مناطق أخرى فى التجمع لم يصلها حتى الآن جهاز المدينة !! وهى من الأمور العجيبة المحيرة المثيرة للإستفزاز !.

وإلحاقًا بفكرة التطوير والتهدير ، وما نشهده اليوم بوجود منتدى شباب العالم بمنتجع شرم الشيخ السياحى -وهى بلاشك فكرة مميزة لادخال سياحة المؤتمرات على أجندة السياحة فى بلدنا -أجدني أعود للوراء سنوات طويلة عندما خطفت منا الاردن وقبرص ولبنان هذا النوع من السياحة بسبب ضيق الأفق والنظرة القاصرة ، فى الوقت -الذى كان ولايزال- هناك مكاتب سياحية وسفارات فى دول لا تشكل لمصر قيمة تجارية أو سياسية وتستنزف وتهدر أموالًا طائلة من ميزانية الدولة !

لذلك فإن حل معادلة التطوير والتهدير تندرج تحت  بند وجود "الإدارة الحكيمة" التى تمتلك العلم والتخصص والخبرات الكبيرة.. كل فى مجاله ، بعيدًا عن المحسوبية وأهل الثقة الذين هرمنا منهم !