عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
السيسي يكشف المخطط

السيسي يكشف المخطط

بقلم : أيمن عبد المجيد

مصر تُبحر في عقل العالم "3"



 

هناك من يريد تدمير مصر، لكنه يُدرك أن أساليب التدمير عبر العدوان التقليدي، كما كان يحدث في عهود الاحتلال، بات أمرًا مستحيلًا، فشواهد وتجارب التاريخ تؤكد، أن شعب مصر عصي على الاحتلال، قاهر لكل معتدٍ ولا يزال، ولذلك يسعون لتحقيق أهدافهم العدائية بأساليب جديدة.

أبعاد تلك الحرب الجديدة، كشفها الرئيس عبدالفتاح السيسي، في حديث المصارحة للمصريين، وشباب العالم ضيوف مصر بشرم الشيخ، مؤكدًا أن: أساليب الحرب الجديدة تقوم على استهداف الاقتصاد المصري، بهدف تعجيز الدولة عن تحقيق متطلبات المواطن المصري، ليسخط ويخرج للشارع فيهدم دولته، وكي يتحقق ذلك كان لا بد من سلاح، والسلاح هو التنظيمات الإرهابية، التي تستهدف السياحة، لتغلق المنشأة ويتقلص الدخل، ويزداد عدد العاطلين ونسب البطالة، فيخرج الشعب فيدمر دولته.

إذن المخطط بوضوح، هو تضييق الخناق الاقتصادي على الدولة المصرية، ولأن الجهل بالحقائق هو العدو الحقيقي في أي معركة، والوعي هو الضمانة الوحيدة للتصدي لتلك العدائيات الحديثة، فلنُبحر في الاقتصاد.

تقوم عوائد الدولة المصرية، على عدة أعمدة رئيسية وهي: "العملة الأجنبية المتحققة من السياحة، وبلغت في عام 2010 أعلى مستوى، قرابة 12 مليار دولار، ثم قناة السويس ويبلغ متوسط دخلها 6 مليارات دولار سنويًا، وعوائد العمالة المصرية في الخارج، ثم الصادرات المصرية لمنتجات محلية".

وبتحليل الوضع القائم، نجد أن الدخل الأكبر للعملة الأجنبية يأتي من السياحة، لذلك كانت ولا تزال هدفًا رئيسيًا للأعداء مستخدمي سلاح الإرهاب، ففي الثمانينيات والتسعينيات استُهدفت السياحة في الأقصر وأكثر من مكان، لإعاقة نمو الاقتصاد المصري، ثم تقوم الدولة لتقف على قدميها، فتُوجه لها ضربة أخرى وهكذا.. ومؤخرًا كان استهداف الطائرة الروسية، وما صاحب ذلك من حرب إعلامية وتحريضية بمنع الرحلات السياحية القادمة إلى مصر.

وبالنظر إلى عوائد العمالة الخارجية، تجد الدمار الذي تشهده ليبيا والعراق واليمن، وتراجع فرص العمل في المملكة العربية السعودية، أدى إلى تراجع فرص العمل بالخارج، وبالتالي تراجع عوائد العملة الأجنبية، وبالتالي تتقلص عوائد مصر من الدولار، فتزداد نسبة العجز بين الواردات من العملة الأجنبية واحتياجات الدولة لاستيراد متطلباتها، فينخفض سعر الجنيه ويزداد التضخم، فيشعر الشعب بضيق العيش، فيخرج ثائرًا ليدمر أو يخلق بيئة ملائمة ليسطو المتطرفون المنظمون على الحكم، كما حدث عقب 25 يناير.

هذا هو المخطط.. لكن أين الدولة من ذلك؟! قدم الرئيس السيسي ردًا على هذا السؤال، بأن الضغط الذي يُمارس كان يستهدف ألا تتحرك الدولة لإحداث إصلاحات، لكنه راهن على وعي وذكاء المصريين، رغم تحذيرات أعضاء الحكومة من القرارات الإصلاحية الصعبة، لكن كان القرار بتصحيح سعر صرف الدولار، وتحمّل الشعب بوعي الآثار العاجلة للإصلاحات الاقتصادية من أجل مستقبل تنموي أفضل.

سلاح الإرهاب "وحش" يُصنع لتدمير دول، لكن هذا "الوحش" سيتضخم وسيسعى لالتهام الجميع، قالها الرئيس مضيفًا: "الإرهاب هو العدو الأخطر للعالم، وقد قضيت عمري أدرس هذا الأمر".

كلمات الرئيس موجزة مُعبرة، وبحكم الموقع السياسي، ومقتضيات الأمن القومي يكون الحديث في حدود ما يراه الرئيس مناسبًا، لإيقاظ الوعي، دون مساس بمصالح الأمن القومي.

فهناك أمثلة يمكن أن نذّكر بها، تؤكد ما ذهب الرئيس إليه، الدول التي دعمت وخططت لنشأة "طالبان" في أفغانستان فترة الصراع مع الاتحاد السوفيتي، نجحت في تفكيك الاتحاد السوفيتي، لكن "الوحش" تضخم والتهم أفغانستان بعد أن تحررت، ثم تمدد ليضرب صانعيه في عقر دارهم، ولا تزال أمريكا والعالم يعانون من الإرهاب.

ومؤكد "داعش" صٌنعت، ومٌولت بالمال والسلاح وتوفير حواضن آمنة للتدريب، وعلاج مصابيها وإمدادها بالمعلومات، واليوم يعاني العالم من فلول الإرهاب والمتأثرين بفكره، يُبحر الآن الإرهاب في الشبكة العنكبوتية، يستقطب ويدمر عقولًا، لتحويل شباب من مجتمعات متحضرة إلى قنابل تنفجر في الأبرياء، تهدم خلق الله "الإنسان"، ومنتج البشرية "البنيان"، وتسرق أهم نعم الله، "الأمن والسلام"، فيتراجع الاستثمار فينتشر الفقر فـ"يجوع الإنسان".

ألم يقل الله عز وجل: "الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف".. صدق الله العظيم. هذه هي الحكاية، استهداف الاقتصاد ليجوع الناس، فيخرجوا ويدمروا دولتهم، واستهداف الأمن ليشيع الخوف، فيهرب المستثمر وتزداد البطالة.

اليوم كان "إبحار جديد" في عقل العالم، مصارحة لضيوف مصر، فهم شركاء، باعتبارهم هدفًا، أليس خطاب الإرهاب يستهدف إبعاد المستثمر الأجنبي، أليس الإرهاب يستهدف إبعاد السائح الأجنبي عن مصر، أليس الصدق في الحوار بمنتدى العالم موقظًا للوعي داخليًا، وللمحايدين خارجيًا، أليس ما يتحقق الآن على أرض سيناء بشرم الشيخ تصحيحًا لصورة مصر عالميًا، أليس هدمًا للأكاذيب التي أنفق عليها الأعداء ملايين الدولارات للنيل من صورة مصر؟!

بلغة الاقتصاد والسياسة والإنسانية، مصر رابحة لا محالة، لأنها دولة صادقة، كما قال الرئيس: "أمة تُريد أن تعيش".. نعم نُريد العيش بسلام، نُريد للعالم السلام، وكي يتحقق ذلك نراهن على الوعي لندرك مخططات اللئام.

نعم مصر تُبحر في عقل العالم.. تُصحح الصورة الذهنية.. وللحديث بقية.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز