عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
We need to talk

We need to talk

بقلم : محمد دويدار

مصر الآن غير قابلة للتصنيف السياسي أو الفئوى أو المذهبى، فهي متاحة للجميع بلا استثناء.. لهؤلاء الذين مازالوا يقدرون الوطن حق قدره ولهؤلاء المتأرجحين بين أروقة الحياة لا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء هم أهل الأعراف في الأرض تراهم تارة يعشقون تراب الوطن، وتارة أخرى يلعنونه وتارة غير مكترثين بما يحدث.. كل هؤلاء لا خوف منهم ولا عليهم، فمصر تفتح لهم أبوابها دائمًا وفى كل الأوقات، أما الحذر كل الحذر من أولئك الذين يلبسون رداء الدين بوجه التقية فيبتسمون في وجهك بالصباح ويفجرون أنفسهم فيقتلون أبناءك بالمساء.. أولئك الذين قال الله فيهم: }قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا *الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا{.. هم فقط المستثنون من الحوار، بل من الحياه بيننا.. فهؤلاء هم المفسدون في الأرض.



إنها يا سادة حرب استنزاف طويلة أشبه بتلك التي خاضها جنودنا في مرحلة ما قبل أكتوبر بل هي أشد وطأة وأثقل حملا في كل شىء، فعدوك بالأمس كانت له حدود معلومة ونقاط حصينة يختبىء خلفها، أما اليوم فالعدو مجهول ولربما جاءتك الطعنة من أقرب الأقربين لك أو هكذا كنت تظن.

حرب استنزاف طويلة سنخوضها جميعا لا الجيش وحده.. فالحرب اليوم ضد الفكر المتطرف، ضد الجهل، ضد الفقر، ضد الفساد, ضد البيروقراطية, ضد الضبابية في الرؤى، ضد الخوف من الوطن.. حرب استنزاف لن يفلح فيها السلاح وحده فالفكر الأسود لا يواجهه إلا فكر واضح قوى الحجة ويثبت الحق بأمر الله.

إنها دعوة للحوار مع أنفسنا ومع العالم.. دعوة لتبادل الآراء والأفكار والرؤى بلا خوف أو تطرف.. دعوة لنبذ فكرة عقيمة كانت تسود في مجتمعاتنا لعقود طويلة وهي فكرة أن القادة والساسة المخضرمين فقط هم من يسيرون أمور البلاد وعلى الجميع الانصياع التام والتنفيذ فقط.. العالم يتغير ونحن معه نتغير واليوم الأمم تنهض بشبابها الواعى المنتج المبتكر الإيجابى الذي لا يخشى المواجهة ولا يرفض المشاركة، بل يطرح وجهة نظره حتى لو كانت معارضة.. يطرحها ويثبت صحتها بالطرق السليمة، وفى الأطر القانونية.. اليوم مصر تنتظر شبابها الواعى كى يثبت للعالم فعلا أننا جادون في الدعوة، فنحن نريد الحوار.. نريد المشاركة.. نريد أن نتغير بالأفعال لا بالأقوال.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز