عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
أنت وحدك

أنت وحدك

بقلم : د. داليا مجدى عبدالغنى

عندما يعتاد الإنسان أن يسمع جملة: "أنت وحدك"، متى تفكر هكذا، أو تقول ذلك، أو تفعل هذا؟! فحينها قد يشعر إما بالتميز الشديد، وتزداد ثقته في نفسه، وإما بالخوف من الناس والحياة؛ لأنه ليس له شبيه، على الأقل في المحيط الذي يعيش فيه.



وهذا الأمر يختلف ويتحدد على حسب المواقف، والطريقة التي تُقال بها هذه الجملة، فلو كانت تُقال بالمعنى النقدي، أي: "أنت وحدك الذي تُفكر بمثالية ورومانسية"، فهنا يشعر وكأنه سيُصْدم من الحياة، وأنه سيتحول إلى حقل لتجارب الآخرين، وأن الحياة لا مكان له فيها على أرضها، أما إذا قيلت بمعنى المدح، وأنه لا مثيل له، وأنه القدوة والمثل الأعلى، والشخصية النادرة الوجود، فهنا تُزيده هذه الكلمة ثقة في نفسه، وتجعله يشعر وكأنه ملك مُتوج على عرش الحياة، والكل يأمل أن يصل إليه.

إذن، فالمسألة مرتبطة بالآخرين، وبنظرتهم، وبردود أفعالهم حِيال المواقف والأمور، لكن ما الداعي لأن تتوقف مشاعر الإنسان وأحاسيسه على معتقدات الآخرين وآرائهم، فلماذا لا ينتهج هو في حياته ما يُؤمن به ويعتقده، فلا يجعل من الآخرين مرآة له بالكامل، فهناك أشخاص تستهين بالمثالية والرومانسية، وبالأحاسيس الصادقة، وتعتبرها «موضة قديمة»، لا تتماشى مع مُعطيات الواقع الحالي، فهل هذا يعني أنهم على حق؟ وهناك أشخاص ترفع من شأن الطاغي المستبد، وتُمجده، لدرجة أنه يتناسى أنه بشر، فهل هذا يعني أيضًا أن هؤلاء على حق؟ فالحق حق، ورغم ذلك، فكل إنسان يراه بطريقته.

لذا، فعلينا ألا نهتز من جملة «أنت وحدك»، ولا نغتر بها، وتيقن عزيزي القارئ، أنها لو قيلت لك على سبيل المدح أو النقد، فهي ليست حقيقية، فأنت لم ولن تكون الوحيد أو الأول في أي أمر، وإلا لكنت أنت من ابتدعته.

 

*رئيس النيابة الإدارية

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز