عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
مكاسب الأمن القومي

مكاسب الأمن القومي

بقلم : أيمن عبد المجيد

مصر تُبحر في عقل العالم «4»



 

نجاح منقطع النظير، تحقق على مدار الأيام الخمسة التي شهدت فعاليات منتدى الشباب العالمي، بما حققه من أهداف تصب في مصلحة مصر وأمنها القومي بالدرجة الأولى، محليًا وعالميًا، ومصلحة قضايا السلام والتعايش في العالم.

انظر بدقة، تمعن بعمق، فيما تحقق من إنجاز تاريخي على أرض السلام شرم الشيخ، ولهذا الحدث الجلل ما بعده، يراه فقط ثاقبو النظرة المستقبلية المنطلقة من معطيات تحليلية واقعية.

على مدار سنوات تعرضت مصر لهجمة إعلامية دولية موجهة، تخدم مصالح الدول والتنظيمات المناهضة، عن عمد أو دون قصد، ناتج عن تأثر بدعاية كاذبة روجها تنظيم الإخوان الإرهابي وداعموه، فجاء هذا المنتدى محتضنًا شبابًا، من 113 دولة، ليشاهدوا بأعينهم ويحكموا بتفاعلهم، على حقيقة الوضع.

هؤلاء الشباب القادمون من كل فج عميق، نقلوا على حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي وسينقلون بشهاداتهم صورة ذهنية صادقة، وهنا يتحقق ما ألمح الرئيس السيسي إليه في جزء مرتجل من كلمته بالجلسة الختامية للمؤتمر، بأن منصات التواصل الاجتماعي ستصحح الصورة الذهنية الخاطئة التي قدمتها وسائل إعلام عن مصر تتبنى توجهات حكوماتها.

"البراند" أو الصورة الذهنية للدولة المصرية أحد أهم مقومات أمنها القومي، وأحد أهم المؤثرات على قوة الدولة الدبلوماسية، وقدراتها الاقتصادية.

إليك الدليل.. على منصة الحفل الختامي قالت "كاتشا"، الشابة الروسية القادمة من موسكو: "عندما قررت القدوم للمنتدى كان لدي شكوك والمنتدى أزال شكوكي فهنا شعرت بالأمان".. تُرى ما الشكوك التي كانت تراود "كاتشا"؟ ومن أين تولدّت؟ وما سبب زوالها؟ وما أثر كلماتها على أقرانها من شباب وطنها؟

تلك الشكوك ناجمة عن صراع داخلي، بين رغبة في تلبية دعوة المشاركة في المنتدى، والصورة الذهنية الكاذبة التي صُدرت لها من وسائل إعلام تعرضت لها عن خطورة الوضع الأمني في شرم الشيخ، لكنها زالت عندما شاهدت الأمن والسلام والحوار بين شباب من مختلف حضارات العالم على أرض السلام، مؤكد خطابها وما ستنقله عند عودتها سيكون بالغ الأثر لتصحيح الصورة الذهنية عن الوضع في مصر، وما له من انعكاسات إيجابية على فرص عودة السياحة لمصر.

ناصر حسان أحد مقدمي شهاداتهم عن المنتدى، قال: "المصريون صنعوا التاريخ والمنتدى خير دليل"، والمتحدث الفرنسي تبنى "الأسرة المصرية"، وأضاف: مصر تحترم الله، والله يحب شعب مصر، صورة ذهنية صحيحة عن مصر الحضارة والسلام.

إعلان "منتدى شرم  الشيخ للسلام والتنمية"، توسعة دائرة المشاركة لشباب العالم عبر عقد ورش نقاشية على مدار العام حول القضايا التي ناقشها المؤتمر، قرار عبقري يُضاعف أعداد سفراء السلام والصدق للإنسانية.

كانت وزارة السياحة المصرية تنفق مئات الملايين من الدولارات على الفعاليات الدعائية لتنشيط السياحة بالمراكز الثقافية بسفاراتنا بالخارج، ما تحقق لمصر من مكاسب دبلوماسية وسياسية واقتصادية وما سيتحقق مستقبلا في نُسخ المنتدى المقبلة لا يثمن بمال، لمن يعقلون.

مصر استعادت دورها الريادي والحضاري عالميًا، فعلى أرضها وبفكر شبابها، ودعم ورعاية مؤسساتها، وعلى رأسها رأس الدولة المصرية رئيس الجمهورية، انطلقت مؤسسة جديدة عالمية تحتضن شباب العالم، منبر التعبير عن آلام الإنسان بمختلف أرجاء العالم، وساحة للحوار بحثًا عن حلول لقضايا عالمية تؤرق البشرية.

على أرض مصر وبرعاية مصر، ترفع التوصيات للمنظمات العالمية، فعلى أرض السلام عُقد اجتماع الأمم المتحدة الشبابي، رفع الشباب توصياتهم واتخذوا قراراتهم، وأوصى الرئيس بإرسال تلك الوثيقة لمجلس الأمن، قطعًا الرسائل بليغة للدول المسيطرة والمتجاهلة لإرادة الشعوب في تحقيق السلام.

رئيس مصر بين شباب العالم يدعو للسلام، يتخذ قرارات بإنشاء مراكز عالمية لرعاية المبتكرين، عربيًا وإفريقيًا، يمنح المقاعد المجانية، منح للمتدربين، "تكليف وزارة الخارجية بتبني نتائج نموذج محاكاة مجلس الأمن الدولى"، "تكليف وزارات الثقافة والآثار والتعليم العالى والبحث العلمي والتخطيط بإنشاء مركز للتكامل الحضاري والثقافي يهدف إلى تفعيل آليات التعارف والتقارب الثقافى بين شباب العالم".

"تكليف وزارة الخارجية بالتنسيق مع جميع الأجهزة المعنية بالدولة والمنظمات والمؤسسات الدولية، وعلى رأسها الجمعية العامة للأمم المتحدة بتبني قرارات نموذج محاكاة مجلس الأمن الدولي، الذي قام بتنفيذه شباب مصر والعالم والتوسع في تنفيذه في المنتديات المقبلة على جميع المؤسسات والمنظمات الدولية والإقليمية".

القدرة التنظيمية الاحترافية، والمظهر الحضاري، والقدرة الفائقة على تأمين المنتدى، وكل هذا العدد، القدرة الاستيعابية للمنشآت السياحية جميعها رسائل بليغة للعالم، مفادها مصر قادرة، مصر آمنة، مصر رائدة، مصر عائدة بقوة لمجدها إن شاء الله.

رسالة للعالم.. السلام هو السبيل، وهو المطلب الرئيسي للإنسانية، وهو مفتاح حل جميع أزمات العالم، رسالة مصر للعالم السلام وللحضارات التكامل، ولشباب العالم، هنا المكان الآمن على أرض مصر، أم الدنيا.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز