عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
مظاهرات الحجارة ضد روزاليوسف!

مظاهرات الحجارة ضد روزاليوسف!

بقلم : رشاد كامل

فى يوم وليلة أصبحت «جريدة روزاليوسف اليومية» هى العدو اللدود لحزب الوفد الذى أعلن فى اجتماع طارئ أن الجريدة لا تمثل الوفد فى شىء ولا صلة لها به»!



وكان آخر ما يخطر على بال السيدة «روزاليوسف» أن يحتشد أنصار الوفد فى مظاهرات ضخمة سارت فى شوارع القاهرة لا تهتف بعودة الدستور وجلاء الإنجليز بل تهتف بسقوط روزاليوسف!

تروى السيدة «روزاليوسف» ما جرى قائلة:

«كنت جالسة بمكتبى بإدارة المجلة فى شارع الساحة حين ترامى إلى سمعى الهتاف، ثم نظرت فإذا بالجماهير المحتشدة تسد الطريق والهتافات تشق عنان السماء بالشتائم القاسية بل والنابية ضد «روزاليوسف» وجريدتها!

وجلست إلى مكتبى لحظات لا أصدق الناس الذين كانوا يهتفون لى بالأمس يمكن أن يهتفوا ضدى فى اليوم التالى وبنفس الحماسة، ولم أكن قد تغيرت بين يوم وليلة، والمبادئ التى أدعو إليها لم تتبدل، والمطالبة بالدستور ومهاجمة الإنجليز تمضى فى جريدتى بنفس العنف، ولكن هؤلاء الناس لا يمكن أن يكونوا قد فكروا فى أسباب التأييد بالأمس وأسباب الاتهام اليوم!

لا يمكن أن يكونوا قد قلبوا الأمر على وجوهه، إنما هو غشاء يضعه الزعماء على عيونهم فيرون الأشياء - نفس الأشياء- سوداء حينًا وبيضاء حينًا آخر..

وغلى الدم فى عروقى، ولم أشعر إلا وأنا أندفع إلى شرفة المكتب أقف فى مواجهة الجماهير الغاضبة.. وكان الناس ينتظرون أى شىء إلا أن تخرج إليهم هذه التى يهتفون بسقوطها، فسكتت هتافاتهم برهة من وقع المفاجأة، وهبطت الأيدى الملوحة! أما أنا فلم أنتظر بل هتفت وجسدى كله ينتفض بسقوط «النحاس» و«مكرم» [من زعامات الوفد] فردد الناس الهتاف خلفى بغير وعى، على أن «حسن يس» زعيم المظاهرة لم يلبث أن أدركهم فعادوا يرددون هتافاته ضدى وبحماسة أكثر التهابًا!

وتمضى السيدة «روزاليوسف» فتقول فى أسى وحسرة:

«ودخلت إلى مكتبى والصيحات تلاحقنى وجلست فترة طويلة وأنا شبه ذاهلة تدور برأسى الذكريات، ويعصف بنفسى الأسى، وذكرت تلك اللحظة يوم كان «النحاس» فى قفص الاتهام فى قضية «سيف الدين» وذكرت فرحتى حين سمعت وأنا واقفة بين الجماهير حكم القضاء ببراءته، وإذا بى أطلق زغرودة اختلطت بزغاريد السيدات المحتشدات! ولم أكن قد جربت قط إطلاق هذه الزغاريد! وما أعرف كيف انطلقت فى لحظة الفرح الجارف بظهور براءة هذا الرجل النزيه..

ذكرت تلك اللحظة والحزن يعصر قلبى لأننى وقفت منذ دقائق اهتف بسقوط هذا الرجل!».

ولم تتوقف الحرب على «جريدة روزاليوسف اليومية» عند هذا الحد حيث تروى السيدة «روزاليوسف» جانبًا آخر أكثر خطورة فتقول:

«واشتركت الحكومة مع الوفد فى حربها علينا وهذا طبيعى ما دام الوفد قد أخرجنا بسبب هذه الحكومة، فكان «توفيق نسيم»-رئيس الحكومة- يدفع لبعض متعهدى الصحف مبالغ ضخمة ليتلاعبوا فى توزيع الجريدة! وحاول مرة أن يغرى بعض الباعة أن يقرروا كذبًا أن «روزاليوسف» توزع معها منشورات فيها خروج على القانون!».

وقررت «روزاليوسف» أن تقوم برحلة إلى الأقاليم كى تدرس مشاكل توزيع الجريدة بنفسها وعندما وصلت إلى دمنهور صادفت أغرب موقف على الإطلاق فتقول:

«قابلنى عدد كبير من التجار بشجاعة وطفت معهم بعض مراكز التوزيع فى المدينة علنًا، وعقدت اجتماعًا لباعة الصحف كسبت فيه صداقتهم، ثم ذهبت أستريح فى متجر أحد أفراد أسرة «الكاتب» المعروفة فى دمنهور، وفجأة جاء من يقول إن مظاهرة ضخمة آتية من طرف المدينة تهتف ضدى، ثم لم نلبث أن أحاطت بنا المظاهرة الصاخبة، كان فيها من يركبون الخيل ومن يهتفون بحياة «النحاس» مع «لامبسون» (المندوب السامى البريطانى) وبدأت تقذف المتجر بالطوب والحجارة!

وشقت المظاهرة سيارة مقفلة من سيارات البوليس هبط منها بعض رجال البوليس وحملونى حملًا إلى داخل السيارة دون مناقشة أو استفسار، وتحركت بى السيارة دون أن أعرف وجهتها، وعند أحد أطراف المدينة البعيدة وقفت بى سيارة البوليس ونزلت وأركبونى سيارة تاكسى صدر إليها الأمر بأن تذهب بى إلى الإسكندرية!».

وللحكاية بقية!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز