عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
قوانين المرور.. والانضباط السلوكى

قوانين المرور.. والانضباط السلوكى

بقلم : محمد هيبة

ما أكثر القوانين التى تصدر.. ولا توضع فى حيز التنفيذ ونحن  أكثر دولة فى العالم تصدر قوانين وأكثر دولة أيضا لا يتم فيها تطبيق هذه القوانين ويتم التحايل عليها وإيجاد الثغرات لكى نهرب من تطبيقها.. وعلى رأى المثل الشائع الساخر «نحن نصدر القوانين لنخترقها لا لنطبقها»!



هذه المقدمة  كان لابد منها بمناسبة إصدار مجلس الوزراء لقانون المرور الجديد الذى يتخطى الغرامات المالية والحبس الواردة فى القانون إلى استحداث خصم النقاط حسب نوع المخالفة.

والمشكلة التى نعانى منها ليست فى كثرة القوانين الصادرة بشأن المرور والانضباط المرورى.. والمشكلة ليست فى العقوبات التى يتضمنها القانون نفسه سواء بالحبس أو الغرامة.. ولكن المشكلة أن القوانين تصدر  ولا تطبق.. وقانون المرور الذى صدر فى 2008 لم يطبق منه شىء إلا القليل والقليل جدا.. هذا لأن إدارات المرور ووحدات المرور ليس لديها الآليات ولا الإمكانيات المادية والبشرية لتغطية حجم وكم المخالفات المذكورة فى القانون.. وبالتالى استمرت الفوضى المرورية والركن فى الممنوع وأيضا إشغال الطريق.. ووضعو المتاريس أمام المحلات وأمام العقارات التى تؤدى إلى الركن فى الممنوع وهكذا ظل القانون عاجزا أمام الممارسات غير المسئولة والتى فشلت أجهزة المرور فى ملاحقتها.

والحقيقة أن أزمة المرور فى مصر عموما.. وفى القاهرة الكبرى بصفة خاصة تأتى من عدم الانضباط السلوكى لقائد  المركبة أيا كان سواء كان  رجلا أم امرأة.. شابا أم كهلا.. جاهلا أم متعلما.. الكل سواء فى عدم وجود الانضباط السلوكى.. ومن هنا حدثت وتحدث الفوضى المرورية والزحام فى كل المحاور والأماكن.. وهذا جعل القاهرة للأسف من أكثر دول العالم تخلفا وفوضى فى الأداء المرورى.. ناهيك عن عدم استيعاب الطرق للأعداد الهائلة من المركبات الخاصة والعامة التى تسير فى الشوارع يوميا، هذا بخلاف التى تدخل القاهرة من المحافظات.. ولذا فمهم جدا غرس الانضباط المرورى والسلوكى لقائد المركبة وتوعيته باستمرار وتذكيره بقواعد وقوانين المرور.. وأيضا العقوبات المرادفة لعدم تنفيذه والقانون صدر للأسف دون أن  يدرك الناس ما هو ولا يعلمون عنه شيئا وسيفاجأ الجميع عند تجديد الرخص بالمخالفات وخصم النقاط.. والمفروض أن يطبع القانون كاملا ويوزع على قائدى المركبات من الآن دون انتظار أن يوزع عند  تجديد الرخص وأهو بجملة اللى بتلهفه إدارات ووحدات المرور سنويا على حس تجديد الرخص والفحص والغرامات ومخالفات وطوابع الدمغة وغيره وغيره..  ملايين كل يوم محدش عارف بتروح فين.. وأحب أن أشير إلى أن هناك دولا أخرى تجرى اختبارا كل ثلاث سنوات أو 5 سنوات لقائد المركبة وإذا فشل فيه يدخل دورة لا تقل عن 30 ساعة لتعليم القواعد مرة أخرى.. ونحن فى أمس الحاجة إلى مثل هذا التطبيق عندنا.

المشكلة الثانية كما أشرت إليها هى أن القانون سيظل قانونا لا يساوى الحبر الذى كتب به لأنه ليس لدى إدارات  المرور آليات وإمكانات عالية تمكنها من تطبيق بنود هذا القانون ولوائحه ويترك الأمر كله للصدفة وأنت وحظك فإدارات المرور لديها قصور شديد فى فهم القواعد المرورية المعمول بها فى العالم كله من ناحية وقصور آخر فى الإمكانات البشرية والمادية لتغطية هذه المخالفات ومحاولات كسر القانون التى تحدث  كل دقيقة.. فمثلا فى كل دول العالم المتجه إلى الشمال أو اليمين أو يأخذ دورانا للخلف يسلك أقصى اليمين أو أقصى الشمال وتسير السيارات كلها فى خط مستقيم واحد حتى تدخل شمال أو يمين أو تدور للخلف، ولكن عندنا تأتى المركبات من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار لتقطع الطريق وتقطع السيولة أيضا.. ورجل المرور واقف لا يدرك أن هذا الإجراء خاطئ ولا يجرمه وهو غير مجرم وغير  مذكور فى القانون.. أيضا الشوارع غير الرئيسية التى تحدد باتجاه واحد السير فيها يتم فى الاتجاهين دون عقاب أو ردع.. والصف الثانى والركن فى الممنوع حدث ولا حرج نتيجة إغلاق أماكن الانتظار الخالية بالمتاريس والحجارة أمام المحلات وهو إشغال طريق ولو تحدثت مع أى مسئول فى المرور يرد لم يجئ لنا بلاغات..  هو طبعا المفروض إن أنا أعمل خناقة فى الشارع لكى يأتى المرور ويزيل الإشغالات.. أيضا المواقف العشوائية فى الشوارع الرئيسية وغير الرئيسية ويقف فى الممنوع وتسد الطريق ولا تختفى إلا عند وجود ضابط المرور وحتى الطرق السريعة  الرئيسية نجد مواقف عشوائية أيضا مع أن هناك مواقف محددة شرعية، والأغرب أن الناس يتكدسون فى هذه الطرق انتظارا للميكروباصات المخالفة، وإدارات المرور لا حول لها ولا قوة.

هذه عينة بسيطة وصغيرة من مشاكل المرور الشائعة التى صدرت عشرات القوانين للسيطرة عليها.. ولا فائدة.. والمسألة مش بكثرة القوانين يا سادة ولكن بتفعيلها.. والكلام يطول ويطول ويحتاج إلى مجلدات عن أزمة المرور فى مصر!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز