منظمة الشباب ومؤتمرات الشباب !!

بقلم : د. حماد عبدالله

هذه المؤتمرات التى عقدت تحت رعاية مؤسسة رئاسة الجمهورية للشباب ، وكان المؤتمر الرابع الذى أنهى أعماله خلال الأسبوع الماضى ، أبرز الدور الهام للدولة فى مساندة مثل هذه التجمعات التى بدأت محلية وأصبحت لها صفة الدولية بهذا العدد المحترم ، لشباب جاد من اكثر من مائة دولة شاركوا فى أعمال هذا المؤتمر ، وكان أهم ندواته هى تلك المحاكاة التى تمت لمجلس الأمن الدولى (الأمم المتحدة) والتى حضر أخر جلساتها رئيس الجمهورية والسيد وزير خارجية فرنسا، والتى جذبت أيضاً أنظار العالم ، فكانت اللقطة الأخيرة هى توصية الرئيس"السيسى" بأن يتم تسجيل توصيات هذه المحادثات التى جرت فى (المحاكاة) فى وثيقة ترفع لمنظمة الأمم المتحدة ، كنتيجة لمناقشات دارت بشكل حر وشفافية من شباب من مختلف بلدان العالم ، وضعوا فى جدول أعمال الندوة أو الحوار أو جدول أعمال مجلس الأمن (المحاكاة) "أهم المشاكل الدولية" والتى تواجه شعوب العالم وهذا ما تفعله المنتديات العالمية والتى إشتهرت بمناقشة أهم مشاكل الأمم فى قاعاتها الغير رسمية مثل (دافوس) ومنتدى "كران مونتانا" فى "سويسرا" والذى كان لهم دور فعال فى كثير من المشكلات الدولية التى "عصى" على الأمم المتحدة من خلال إجتماعات "مجلس الأمن" فيها أو حتى "الجمعية العمومية" إيجاد صيغ للإتفاق على حلها فكانت إنفاقية "أوسلو" سنة 1993 بين "الفلسطينيين والإسرائيليين" هى نتيجة لتناولها فى منتدى "كران مونتانا" فى "بوخارست" عام 1992 بحضور وفود عالمية لهذا المنتدى منهم الوفد المصري بقيادة "عمرو موسى" وزير الخارجية الأسبق ومشاركة من ساسة ومثقفون مصريون ورجال أعمال أيضاً.

ونعود إلى منتدى الشباب فى "شرم الشيخ" والذى وافق السيد الرئيس على أن يعقد سنوياً فى شهر نوفمبر من كل عام ، وهذا أمر محترم وجيد ، ويجب الإهتمام به من حيث التنظيم الذى أشرف على هذا الأداء المتميز خلال أسبوع أمام أنظار العالم كله وأعتقد أن منظمة لهذا المنتدى يجب أن تنشأ ويعلن عنها فوراً ، خارج البرنامج الرئاسى لإعداد الشباب .

حيث الأخير هو المفرخة التى تنتج لنا كمجتمع شباب متفتح ناجح حاصل على اعلى درجة من الاهتمام ، وإستطاع أن ينقل موهبته وأن يلخص ما أودع فيه من مفاهيم وما أفرغه من رغبات وإبداع فكانت البوتقة هى تلك المؤسسة ، التى رعت هؤلاء , حتى يظهروا فى منتدى الشباب ,تنظيماً وإداءاً وإدارة ، وإبداع على أحسن ما يكون ، هنا تأتى أهمية إنشاء "المنظمة أو المؤسسة" التى ستوالى هذه المنتديات وهذه التوصيات بإدارة جيدة مستقلة ، تستطيع التواصل مع قاعدة أوسع من شباب "مصر والعالم" ويكون الفارق بين ما كانت عليه "منظمة الشباب فى ايامنا" ، هو أننا كنا نخضع لمفاهيم "ثورية وإشتراكية" وإنتماء بلا حدود لفكرة "القومية العربية" والإيمان بالقائد ، والنظام ، وهذا شيىء أخر فى زمن أخر ، لا يمكن أبداً فى ظل هذا الزمن الذى نعيشه أن نفكر فى عودته إلى ما كان عليه.

ولكن لا يمنع أبداً أن يكون لمنظمة  الشباب المصرى اليوم هى الأداة الإدارية لشباب منتدى الشباب المتكرر ، فى كل عام يعقد ندواته ويعدد من أفكاره ويطور من ادواته ، ويحدث من برامجه أن يكون له إدارة متميزة مستقلة تحت رعاية وعناية الدولة المصرية ، لكى نفرخ للمستقبل قياداتنا ، ولكى نملأ الفجوة التى فرغت حقيقة من الساسة الجدد!!

[email protected]