د. حماد عبدالله
الظهير السياسى للرئيس السيسى !!
بقلم : د. حماد عبدالله
تكررت النداءات من بعض السادة أصحاب الرأى وغيرهم من المهتم بالشأن العام ، والمحب فعلاً لهذا الوطن ، والخائف عليه من الوقوع فى بؤرة عدم الإستقرار ـ وإيحاءاً إلى الخوف من ظل أيام سوداء مضت على هذا الوطن ، لم نعرف فيه ، الإطمئنان على العرض ، والأرض ، والأملاك ، وعلى مستقبل أولادنا ، هذه الأيام السوداء ، مازالت فى خلفية تفكير المصريين وكثير منهم يطالب " بظهير سياسى للرئيس " ، يسانده فى أفكاره ـ وخاصة فى الأمور التى تحتاج إلى توعية شعبية مثل " الإصلاح الإقتصادى ومايتم من إجراءات ، لها جوانب سلبية شديدة على رجل الشارع الغير قادر ، رغم كل ما تقوم به الدولة من برامج حماية له ، من العواقب والأثار الجانبية لمنظومة الإجراءات الأصلاحية والتى تأخرنا كثير فى إتخاذها خوفاً من ردود أفعال متوقعة ، وهى عن حق ، وليست بغرض الإثارة ، ومع ذلك هناك من ينتظر أن ( ينفخ فى النار ) لكى يفقد الوطن إستقراره ، ومازلنا نحارب الإرهاب فى الشارع المصرى ولا نعلم من أى أتجاه ومن أى صوب سوف يهاجمنا !!
وهنا كان لوجاهه النداء بأن يكون هناك "ظهير سياسى للرئيس" ، يساند تلك السياسات الإصلاحية.
وكانت دائماً ( الردود ) أو الأجابات المباشرة أو الغير مباشرة من السيد الرئيس بأنه ضد أن يكون له ( حزب سياسى ) أو بمعنى أصح تنظيماً سياسياً .
ورغم أن الديمقراطيات القديمة فى العالم ، تؤمن بضرورة أن يأتى القائد أو الرئيس أو حتى الوزير من تجمع سياسى يؤمن بفكر إقتصادى معين ، أو توجه سياسى معروف للشعب ، ومن خلال برامج معتمدة ومطروحة يكون الترشيح للشعب مقترح
أمام الجميع الإختيار لبرامج يمثلها ( أفراد أو أشخاص ) لهم باع سياسى أو إقتصادى فى تلك التجمعات السياسية ، وهنا يكون إنتقال السلطة من خلال صناديق الإنتخابات لبرامج قبل الأشخاص .
وتكون أدوات المحاسبة والمراقبة من البرلمان أيضاً الذى جاء إلى مقاعدهم عبر إنتخابات من تلك التجمعات أو الأحزاب السياسية ، نحن نعلم كل ذلك ولا جديد
فى هذا ، ولكن بعد أن ظلت الأحزاب فى "مصر" شبة كرتونية فى عقود تعدت الستون عاماً ، ولم يكن أبداً هناك سوى "التنظيم الواحد أو الحزب الواحد" وهو الذى يقبع فيه أغلب نخب المجتمع حول رئيس الدولة ، وهذا ما يخاف أن يكرره الرئيس "السيسى" فمازال المشهد قريب جداً , للحزب الوطنى الديمقراطى (المنحل ) وعلى رأسه "رئيس الجمهورية " وقبله حزب "مصر" وعلى رأسه أيضاً كان رئيس الجمهورية .
ولعل ما يجب أن نتذكره أنه حينما قرر الراحل "الرئيس السادات" إنشاء حزب جديد وأعاد إلى العمل الوطنى إسم (الحزب الوطنى الديمقراطى ) خرج كل أعضاء حزب "مصر" , وإنضموا إلى الحزب الوطنى ولم يبقى فى حزب "مصر" سوى المرحوم اللواء (ممدوح سالم ) وكانت تلك هى القشه التى قصمت ظهر البعير بأن رئيس الجمهورية لا يجب أن يكون له حزب سياسى حسب تصور القيادة السياسية اليوم .
ولكنى أتحدث عن الظهير السياسى "للرئيس السيسى" الذى أعتقد بأن منتديات الشباب , وتطور الأداء ,سوف ينشىء بلا جدال ظهيراً سياسياً قوياً لرئيس الجمهورية , وهم شباب الوطن وكثير من رجاله وكل نسائه تقريباً .