عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
لا أحد يستطيع المساس بمياه النيل

لا أحد يستطيع المساس بمياه النيل

بقلم : د. شريف درويش اللبان

جاءت كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسي في افتتاح أكبر مزرعة سمكية في الشرق الأوسط بكفر الشيخ بردًا وسلامًا على جموع المصريين، فقد حملت كلماته رسائل طمأنة للشعب المصري بخصوص مياه النيل وحصة مصر المائية بعد تعثر مفاوضات سد النهضة. فقد قال إن حصة مصر من المياه لا يستطيع أحد المساس بها، مضيفًا أنه أبلغ الأشقاء في السودان وإثيوبيا بخصوص مياه مصر وحصتها المائية وعدم المساس بها.



وقال إن المياه مسألة حياة أو موت بالنسبة للمصريين، وإنه تحدث مع السودانيين والإثيوبيين عن ثلاثة عناصر، منها عدم المساس بالمياه، وتفهم مصر لعمليات التنمية في البلدين بشرط ألا يكون ذلك على حساب المصريين. وأضاف أن المياه هبة من الله، وتتدفق لمصر عبر آلاف السنين، مشيرًا إلى أنه يطمئن المصريين على حصة بلادهم من المياه.

وكان مجلس الوزراء المصري قد أعلن أنه سيتابع وسيتخذ ما يلزم لحفظ حقوق مصر المائية، وذلك بعد تعثر المفاوضات الأخيرة حول سد النهضة. وقال مجلس الوزراء عقب اجتماعه، الأربعاء الماضي، برئاسة الدكتور شريف إسماعيل رئيس الوزراء، إنه يتم حاليًا متابعة الإجراءات الواجب اتخاذها للتعامل مع هذا الوضع على جميع الصعد، باعتبار أن الأمن المائي المصري من العناصر الجوهرية للأمن القومي، وذلك بما يضمن حقوق مصر المائية ويكفل احترام قواعد القانون الدولي.

وقام رئيس مجلس الوزراء بإحاطة المجلس بالتقرير الذي تلقاه من وزير الري حول الجولة الأخيرة للجنة الفنية الثلاثية المعنية بسد النهضة، كما عرض وزير الخارجية تقريرًا حول الأبعاد السياسية ذات الصلة بالموضوع، والأسس القانونية التي تحكمه وفقًا لاتفاق إعلان المبادئ الثلاثي الذي تم توقيعه بالخرطوم بين قادة مصر والسودان وإثيوبيا.

ولا شك أن كلام الرئيس لم يأتِ من فراغ بل جاء مبنيًا على معطيات إقليمية تجعل مصر ذات وزن وحيثية في إقليمها ومجالها الحيوي خاصة في الدائرة الإفريقية؛ لقد حرص الرئيس السيسي منذ توليه الحكم على توسيع دائرة الاتصالات بالدول الإفريقية بشكلٍ عام ودول حوض النيل بشكلٍ خاص، وهو ما يجعل إثيوبيا هي الدولة الخاسرة في النهاية بتعنتها في المفاوضات مع مصر بشأن حصتها التاريخية في مياه النيل وفقًا لاتفاقات دولية مبرمة في هذا الصدد. وأعتقد أن إثيوبيا سوف تجد نفسها في وضع لا تُحسد عليه في مجالها الإفريقي والدولي، لأنها تبنت سياسة فرض الأمر الواقع والمراوغات مع دولة كبيرة مثل مصر لن تُعدم الحيل في التعامل مع هكذا أفعال لدولٍ صغيرة ما زالت تتلمس طريقها بين الكبار.

إن إثيوبيا تلعب لعبة كبيرة سوف تنفجر في وجهها في نهاية المطاف؛ فهي تعبث مع إسرائيل وقطر والصين بغية التضييق على مصر، ورغم هذه الألعاب القذرة فمن الواضح أنها لم تجد مَن يمول ما تبقى من سد النهضة، لدرجة أعلنت معها أنها سوف تمول السد من مواردها الذاتية.

إن مصر لم تتعامل مع إثيوبيا بحسن نية كما قال البعض، بل تعاملت معها من منطلق أنها دولة كبيرة وأفسحت صدرها وجهودها ووقتها لكل الجهود الدبلوماسية والتفاوضية مع إثيوبيا حتى لا يُقال إننا نحكم منطق القوة مع أشقائنا الأفارقة. والآن لا يستطيع أحد أن يلوم مصر على ما تتخذه من خطوات في التعامل مع هذه الأزمة التي خلقتها إثيوبيا، خاصة أنها لم تدخر وسعًا لتفادي حدوثها من الأساس.

يُخطئ من يعتقد أن إثيوبيا نجحت في شراء الوقت، وأنها ضيقت الخناق على مصر بفعلتها هذه، لأن إثيوبيا بفعلتها الحمقاء جعلت كل الخيارات متاحة أمام مصر لإيجاد الحل الأمثل لقضية سد النهضة، ولدى مصر من الوسائل والتدابير التي يمكنها اتخاذها للتعامل مع إثيوبيا.

إن الدولة المصرية بعد أن عادت من جديد كقوة إقليمية ذات ثقل في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية لن تعييها دولة مثل إثيوبيا تريد أن تنتزع حقًا ليس لها. وأعتقد أنني قرأت كل ذلك في الكلمات القليلة التي قالها الرئيس عبد الفتاح السيسي، فكلمات الرئيس مفعمة بالدلالات والرسائل.

إن مصر هبة النيل، ولن تسمح مصر لأحد- أيًا كان- بالمساس بمياه النيل

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز