عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
آن أوان الخطيب‎

آن أوان الخطيب‎

بقلم : محمد دويدار

حينها كنت ما زلت طفلا لم يكمل عامه التاسع بعد، مُغرما بكرة القدم بل وشديد الوله بها, أهلاوى بدرجة متعصب جدا، أعشق بيبو لحد الجنون، كل أمنيتى أن أذهب إلى استاد القاهره العظيم لأشاهده على الطبيعة ولولا أن أبى كان دوما يمنعنى خوفا من زحام الجماهير لكنت فعلتها وحدى وأنا ابن تسع، إلى أن شاءت الأقدار أن ألتقى بصديق أبى هذا العقيد بالداخلية والمسؤول عن تأمين مباراة الأهلي وكوتوكو الغانى في نهائى بطولة إفريقيا للعام 82 وعندما علم بمدى حبى للأهلي أقنع أبى أن أذهب برفقته لمشاهدة نهائى البطولة بالاستاد وبعد تردد وافق أبى بعد وعود صديقه بأننى عهدته ومسؤول مسؤولية كاملة منه.



 وبالفعل أرسل لى سيارة يوم المباراة وذهبت للاستاد وكانت النظرة الأولى لى على أرض الملعب نظرة مذهلة وشعور لا يوصف أبدا وكأنه حلم غال تحقق وتوقعت أنى سأجلس في المدرجات لمشاهدة المباراة كبقية الجماهير، فإذ بهذا الرجل المفوض من قبل صديق أبى لمرافقتى يهبط بى إلى أرض الملعب متخطيا كل الحواجز _داخلية بقى_ وجعلنى أجلس في مكان قريب من دكة البدلاء.

بالطبع شعور رهيب فأنا الآن بجوار العظماء إكرامى ومصطفى عبده ومختار مختار وعلاء ميهوب ومصطفى يونس وطاهر أبو زيد وبالطبع محمود الخطيب.. بدأت المباراة وتألق حينها الخطيب وفاز الأهلي بالثلاثة، منها هدفان للخطيب وسادت الفرحة الملعب بأكمله، ورغم تنبيهات صديق أبى بألا أتحرك من مكانى بعد المباراة إلا أننى لم أستطع أن أضيع تلك الفرصة الذهبية التي مر فيها الخطيب بجوارى فانطلقت كالمجنون نحوه في محاولة يائسة لمصافحته، واذ ببيبو يدنو ليصبح شبه جالس على ركبتيه كى يطبع قبلة فوق جبينى ويرحل وأنا أقف في ذهول مما حدث، لم يكن هناك وقتها سيلفى أو موبايل ولم تكن معى كاميرا كى أخلد تلك اللحظة ولكن ظلت قبلة الخطيب فوق جبين الطفل محفورة بذاكرتى وقلبى وصار بيبو رمزا ومثلا أعلى لى ولجيل كامل, حتى وبعد أن مرت السنوات والتقيته في مناسبات عديدة صرت أنظر إليه على أنى هذا الطفل وأنه هذا النجم العظيم الذي أعشقه.. نعم صار بيبو رمزا رياضيا وأخلاقيا ذا كاريزما وسحر وموهبة يمتلك قلوب الناس على اختلاف ميولهم وانتماءاتهم.

واليوم الخطيب يعلن مؤخرا ترشحه للنادي الأهلي هذا المنصب الذي يليق به تماما فهو الذي تدرج بين أروقة النادي ناشئا ثم لاعبا ثم نجما ثم إداريا ثم نائب رئيس إلى أن جاء اليوم الذي يجنى فيه الخطيب ثمار تلك الرحلة الطويلة ليصبح الخطيب رئيسا للأهلي.

بالطبع وكى أكون منصفا لا ينكر جاحد مجهودات الرئيس الحالى محمود طاهر وخاصة تلك الإنشاءات التي حظى بها النادي في عهده واهتمامه بالألعاب المظلومة سابقا إلا أن لكل أوان رجال يستكملون المسيرة، وأحسب أن الآن أوان الخطيب..

تمنياتى بالتوفيق والنجاح لبيبو فالخطيب يليق بالأهلي والأهلي يليق بالخطيب..  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز