عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
فضائيات اطعم الفم تستحى العين!

فضائيات اطعم الفم تستحى العين!

بقلم : رشاد كامل

لم تعد «مصر» وحدها هدفا لأكاذيب وسفالات قناة الجزيرة ودلاديلها التى تبث من اسطنبول عزبة «أردوغان»، هناك أيضا السعودية والإمارات والبحرين، هجوم يومى سلاحه الكذب والبذاءة لا يتوقف طوال ساعات البث!



وكل خطوة تقوم بها هذه الدول الشقيقة فى أى مجال هى محل تشكيك وافتراء وتهوين من الجزيرة والشرق ومكملين ووطن وغيرها.

هذا الأمر استرعى انتباه المفكر والأكاديمى الكبير «د.محمد الرميحى» ورئيس تحرير مجلة العربى الكويتية لسبعة عشر عاما متتالية، وهو الذى أسس جريدة «صوت الكويت» فى أعقاب الغزو العراقى للكويت وهو صاحب المؤلفات المهمة والجادة ومئات المقالات التى تمس العقل والوجدان العربى.

أحدث مقالاته «ملفات الإصلاح والإعلام فى الخليج» المنشور فى الأهرام تحدث فيه بصراحة وصدق ودون مواربة وأكد فيه أن الهجوم الإعلامى يأتى من ماكينات إعلامية ضخمة ومتعددة وعلى شكل استخدام حديث لوسائل التواصل الاجتماعى بأشكالها المختلفة أو استخدام محطات التليفزيون خاصة الناطقة بالعربية والتى تبث من دول غربية أو شرقية!

تلك الماكينات لها ثلاثة مصادر كبرى، الأول هو ماكينة جهاز الإخوان المسلمين وهى ماكينة حديثة ومنظمة تستطيع التعامل مع العقل العربى الذى تستهويه نظرية المؤامرة.

والماكينة الثانية هى ماكينة حزب الله وأتباعه فليس بخاف أن تلك الماكينة التى تمول من إيران تدرب وتنظم عددا كبيرا من العرب المناصرين لها والمؤمنين بأفكارها من أجل بث ما يعطل أو يشكك فى عمليات الإصلاح والتحديث فى دول الخليج!

أما الماكينة الثالثة فهى معتنقو الأفكار اليسارية والقومية التى تسير سيرتها الأولى فى النظر إلى دول الخليج على أنها دول رجعية ومتخلفة ما تلبث أن تسقط فى هاوية التفكك أمام جماهير الثورة وهى أيضا تستعيد مقولات براقة وأدوات اتصالية حديثة!

وبالإضافة لهذه الماكينات الثلاث التى حددها «د.الرميحى» فهو أيضا يشير إلى «تلك المحطات التليفزيونية التى تبث من خلال دول غربية أو شرقية، فلم تبق لا إنجلترا ولا أمريكا ولا روسيا الاتحادية ولا الصين ولا ألمانيا ولا تركيا من بين عدد أكبر من الدول والحكومات الأجنبية التى تستهدف المشاهد العربى، وتوجه بثا تليفزيونيا منظما تجاه العقل العربى!

ويؤكد «د.الرميحى» أن معظم ما تقوله هذه القنوات هو مجرد سلسلة من الادعاءات والتحويرات والشائعات التى أقل ما يقال عنها إنها غير منصفة، ويزيد على ذلك ما يكتبه كثير من المحللين الغربيين فهم إما واقعون تحت تأثير معلومات خاطئة أو تسريبات مريبة أو أهداف خاصة، ولكن المتلقى العربى عامة والخليجى خاصة ينظر إلى تلك التحليلات ويتقبلها على أنها الحقيقة»!

ويشير «د.الرميحى» إلى مثلبة أو عيب ليس مقصورا فقط على دول الخليج فبسبب نقص المعلومة وضمور منهج التحليل العقلى وتمحيص ما يبث أو يسمع أو يتداول، تهيئ قطاعات واسعة من مجتمعاتنا لتقبل الشائعة على أنها حقيقة والمعلومة الناقصة على أنها كاملة!

ومن أهم وأخطر أفكار مقال د.الرميحى قوله: إن الإعلام قوة والإعلام السلبى يضعف الجبهة الداخلية ويعرضها للأذى!! ولم ينتبه بعد فى دول الخليج على الأقل وأعتقد فى كثير من الدول العربية إلى أهمية تكوين فيالق إعلامية معززة بمعلومات ومدربة مهنيا على مواجهة الآخر والنزال الحقيقى فى ساحة فن الإقناع دون الوقوع فى حبائل الدعاية الفجة أو الحديث عن الأشخاص بدلا من المشروعات، هذا النقص يسبب عوارا فى مواجهة الآخر.

ويتصدى للمواجهة اليوم بعض من فاقدى القدرة على المواجهة وأصحاب المعلومات غير الدقيقة واللغة الخشبية، آن لكل ذلك أن يُبدل بفرق مدربة على المواجهة ومسلحة بتكتيكات الاقناع وأدوات الحوار العقلانى، وهى مهارات لا تكتسب إلا بالتدريب والمعرفة!

ويختتم د.الرميحى مقاله بكلمات حاسمة حازمة وصادقة إذا يقول: «علينا أن نتذكر أن الإعلامى العربى العامل فى محطات ووسائل إعلام تابعة لدول لن يتبرع بقول الحقيقة لصالحنا، إن كانت تتناقض مع مصالح الدولة التى يعمل فى جهازها! فحتى الإعلامى «المهنى» إن افترضنا وجوده فى تلك المؤسسات لن يعض بقسوة اليد التى تطعمه»!

صدقت يا دكتور ومعك ألف حق، فكيف نتوقع من مذيعى الجزيرة ومكملين والشرق والعربى الجديد أن يتفوهوا بحرف ضد قطر أو تركيا!! والمثل العربى يقول «اطعم الفم تستحى العين»، والصحيح أيضا «اطعم الفم ريالات ودولارات وسوف يكون عبدا خاضعا لسيده ومولاه سواء كان فى الدوحة أو اسطنبول»!

«معك حق فى كل ما قلت وكتبت يا دكتور «الرميحى».

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز