عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
بل كفار يا فضيلة الإمام

بل كفار يا فضيلة الإمام

بقلم : محمود حبسة

يبقى حادث الاعتداء على المصلين في مسجد الروضة، بمدينة العريش، أكثر الأحداث الإرهابية التي شهدتها مصر في السنوات الأخيرة دموية وبشاعة ـ 309 شهيد ـ وهو مع ذلك يبقى أهمها وأخطرها على الإطلاق لأنه يتفرد عن غيره من الأحداث الارهابية بأنه ينزع عن الإرهابيين قناع الإسلام الذي يرتدوه, كان الجميع يقدم قدم ويؤخر أخرى في قضية تكفير الإرهابيين والقول صراحة أنهم كفار وكان غالبية علماء ورجال الدين الإسلامي ومؤسساته بما في ذلك الأزهر الشريف يذهبون إلى القول بأن الارهابيين مفسدون وأن الحكم عليهم هو تطبيق حد الحرابة بأن يقتلوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم أو ينفوا من الأرض تطبيقا لقوله تعالى: "إنما جزاؤ الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزى في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم" الأية 33 من سورة المائدة، حتى جاء الحادث الأخير وأثبت قولا واحدا لا رجعة فيه أن الإرهابيين كفار وذلك من عدة زوايا.



أولا حتى لو استندنا للآية ذاتها فقد ذهب معظم المفسرين إلى أن الآية نزلت في فئة من المشركين قيل إنهم كفار قريش منعوا الصلاة في المسجد الحرام، وقيل الروم منعوا الصلاة في المسجد الأقصى، وبذلك يلقى من يفعل فعلهم نفس الجزاء طالما لم نقدر عليهم ـ أي الدولة ـ قبل أن يتوبوا امتثالا للأية التي تلتها مباشرة يقول الحق: "إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم" 34 المائدة، لا سيما أن الآية الكريمة نزلت في الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا، أي ليسوا مجرد مختلفين في العقيدة وتوعدتهم بعذاب شديد.

ثانيا الاعتداء على المصلين تم داخل المسجد أثناء أداء شعائر صلاة الجمعة، ومن ثم فهو اعتداء على بيت من بيوت الله وفى ذلك يقول الحق: "ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولائك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزى ولهم في الآخرة عذاب عظيم" البقرة الآية 114.

ويوضح الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء أن العدوان على بيوت الله يمثل حربا لله ورسوله وأنه من استغل ما حرم الله خرج عن الإسلام والملة, ثالثا يجعل الإسلام قتل نفس بغير نفس ـ القصاص ـ قتلا للناس جميعا يقول الحق سبحانه وتعالى: "من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا" الآية 32 من سورة المائدة ويقرن القتل بغير حق بجريمة الشرك بالله وهي أكبر الكبائر في قوله تعالى: "والذين لايدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولايزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما" الآية 68 من سورة الفرقان.

رابعا: قتل مسلم متعمدا خروج صريح عن ملة الإسلام ونستدل على ذلك من قوله تعالى: "ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما" الآية 93 من سورة النساء، والآية هنا خصت قتل المؤمن، والمعروف والمؤكد في عقيدة أهل السنة والجماعة أن الخلود في النار يكون للكافرين والمشركين فقط فمرتكب الكبيرة حتى لو لم يتب لا يخلد في النار يعذب فيها حسب ذنبه أو حسب لطف الله به ثم يخرج منها ويدخل الجنة" لاسيما وأن هذه الأية تلت الأية التي سبقتها مباشرة والتي تؤكد أن قتل المؤمن طالما أنه بغير حق أي خارج سلطة ولي الأمر لا يكون إلا خطئا، يقول الحق: "وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطئا" 92 سورة النساء.

وجاءت الأحاديث النبوية الشريفة تسير على نفس النهج القرآني الحكيم في تحريم قتل النفس وقتل المؤمن على وجه الخصوص، يقول سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم: "لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم"، ويقول أيضا: "من أعان على قتل مسلم ولو بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه آيس من رحمة الله" وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: "لو أجمع أهل السموات والأرض على قتل رجل مسلم لأكبهم الله في النار" وأهل السموات أي الملائكة وذلك في قتل رجل مسلم واحد فما بالنا بمن قتل 309 مسلمين وهم يؤدون الصلاة، والمعروف أن خطبة الجمعة جزء من الصلاة فلا يجوز فيها اللغو أو الكلام حتى لو قلت لجارك في المسجد "صه" أي أنصت أو أصمت, فهل هناك بلاغة ودلالة أكثر من ذلك على تكفير من يقتل مؤمنا متعمدا ويتمادى في ذلك حتى لو قال لا إله إلا الله محمد رسول الله فقد خرج عن الملة وما تقتضيه هذه الشهادة وقد كان إمام المنافقين في المدينة عبد الله بن سلول يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله وهومع المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولذا كان إبن عباس إبن عم رسول الله رضى الله عنه وهو ترجمان القرآن يرى أنه لاتوبة لمن يقتل مؤمنا متعمدا.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز