عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
آسفين يا نبي

آسفين يا نبي

بقلم : محمد دويدار

من كام سنة كنت في زيارة لدمياط، رايح الصبح أشتري علبة فول، البياع شيخ دقنهُ مِترين، يبدو عليه مظاهر التقوى والورع والتجهم غير المفهوم أسبابه، وعمال يسمع شرايط يعقوب بصوت عالٍ، وبينما سيدنا الشيخ بيعبي الفول من القدرة ويحطه في العلبة إذ بي ألاقي صرصار شبه متحلل بيعوم على وش علبة حضرتي!



وفي مشهد سيكوباتي دراماتيكي مأساوي يختصر الكثير من الكلام والحديث عن أسباب الجهل والتخلف والإرهاب اللي بنعيشه اليومين دول قام سيدنا الشيخ مسك الصرصار وغمسه في الفول تاني، وهوه بيقول بسم الله الشافي، وراح مناولني العلبة، وبكل برود وثقة قال لي خلاص كده يا أستاذ سمي وكل بالهنا والشفا!

الحقيقة أنا وقفت لثوانٍ مش فاهم أو مش مصدق اللي بيحصل.. في البداية كنت فاكر إنه بيهزر، أو إن دي ممكن تكون الكاميرا الخفية مثلا، لكن المصيبة إني لقيت الراجل بيتكلم جد، والألعن إن الناس اللي واقفة تشتري جنبي لقيتهم عادي جدا، ولا كأن الأمر يعنيهم من بعيد أو قريب، ولا كأنهم هياكلوا من نفس القدرة وهيغمسوا بقايا نفس ذات الصرصار المتحلل، لأ وإيه واقفين في صف الشيخ ضدي وبيلوموني إني متضايق وبتخانق، لدرجة إن واحد من السادة الأفاضل جه ناحيتي وشوشني وقاللي إلا هو الأخ اسمه إيه؟ ولما قلتله محمد اتفتح فيّ ولا كأني قلت ديفيد شارل سمحون مثلا، وقعد يقول لي وكمان اسمك محمد، طب لو كنت جورج أو مينا كنت قلت معلش مش عارف في الدين بتاعنا، لكن محمد وبتقول كده اتقِ الله يا أخي، حرام عليك.

بس يا عم ولقيت الرجالة اللي واقفين بيهزوا راسهم بتعجب وحسرة وأسى على أحوال الشباب، والنسوان بيخبطوا كف بكف وبيمصمصوا شفايفهم، وست كبيرة عاقلة كده جت جانبي وقالت لي: ربنا يهديك يا ابني ما ترفصش النعمة ولا تكفرش بالسُنة!

أخدت بعضي ومشيت يومها وأنا بقول حسبي الله ونعم الوكيل، ده الإسلام ورسول الإسلام بريء من أفعالكم ومن جهلكم ومن تخلفكم ومن خلطكم الأمور ببعض بطيبة وبهبل أو بتعمد وقصد مش فارقة كتير.. وكتبت قصيدة بعتبرها من أهم وأحسن ما كتبت ونشرتها في أكتر من جريدة وقتها كان اسمها "أسفين يا نبي".

للأسف الفهم الغلط للدين والتشدد والتمسك بالآراء الشاذة وترك كل ما هو سهل ولين وواضح واستبدال كل ما هو صعب ومتشدد وفيه لبس به ده بيعتبر شذوذ وهجر لسنة الحبيب محمد الذي ما خُير بين أمرين إلا واختار أيسرهما، وللأسف كم الاحاديث المغلوطة والموضوعة والإسرائيليات التي تتناقض مع العقل والمنطق ومع سيرة الحبيب المصطفى ومع كلام الله عز وجل كتيرة جدا، ومع الأسف تصل عمدا لمسامع وعقول البعض وكأنها فرض وجب اتباعه!

يارب صلِّ وسلم وبارك على من كانت أول كلماتك له اقرأ، على النبي المبعوث رحمة للعالمين على خير خلق الله سيدنا محمد رسول الله.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز