عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
مصر.. الأمل والعمل والتحدي

مصر.. الأمل والعمل والتحدي

بقلم : محمد يوسف العزيزى

كيف استطاعت مصر أن تنجو من مصير السقوط كما سقطت دول بفعل ثورات الربيع العبري، وكيف مرت بسلام من كل الأحداث والمآسي التي كادت أن تسقطها، وكيف فوتت كل الفرص على أعدائها حتى لا ينالوا مرادهم منها ؟



كثيرا ما تمر مثل هذه الأسئلة على العقل والخاطر.. لكنها لا تمر عليهما مرور الكرام لأن الإجابة عنها هي سر بقاء هذا الوطن الذي يمرض ولا يموت، والذي قد يشارف على الغرق لكنه سرعان ما يعوم، والذي يفقد أحيانا بعض أدواره ثم يستردها كاملة وبقوة، والذي عندما يقرر أن يجتاز الصعب فإنه يستطيع.

بين الوقت والآخر وعندما يقع حادث إرهابي جبان أو تحدث أزمة طارئة، أو تدخل مصر في مشكلة أو خلاف مع دولة أخري أتذكر أسئلة ( كيف استطاعت مصر....؟ ) وأتذكر مشاهد الفوضى التي عمت البلاد وروعت العباد منذ يناير 2011.. ويظل السؤال يدق عقلي هل عشت هذه اللحظات..؟ هل احتملت رؤية مشاهد حرق أقسام الشرطة وحرق سياراتها، ورؤية خلع حجارة الأرصفة وتكسيرها، ومتابعة عمليات القتل والقنص في الشوارع، وتطور بؤرتي رابعة والنهضة، وحمل الأسلحة النارية والبيضاء عيني عينك في وضح النار والتفاخر بحملهما، وحرق منشآت ومحاكم ومقرات نيابة، واقتحام مقرات أمن الدولة وسرقتها، وغلق الشوارع بالمتاريس، وتثبيت أصحاب السيارات وسرقتها، وقتل ضباط شرطة والتمثيل بجثثهم، والهجوم على المتاجر والمولات ونهبها، وجلوس التافهين وأنصاف الرجال ومرتزقة الفوضى في استوديوهات البرامج الحوارية الليلية وتنجيمهم من إعلاميين ومقدمي برامج يبيعون ضمائرهم ووطنهم ويتلونون حسب المصلحة والهوى.. وحصار المحكمة الدستورية العليا ومنع قضاتها من الدخول، وحصار مدينة الإنتاج الإعلامي والتهديد باقتحامها واحتلالها وقتل من فيها، وتفجير أبراج الكهرباء ومحولات الطاقة؟ وغير ذلك الكثير!

مشاهد لا يمكن نسيانها رغم بشاعتها وذكرياتها المؤلمة.. لا يمكن نسيان لحظات استشهاد ضباط من الجيش والشرطة برصاصات الغدر، وانفجار العبوات الناسفة فيهم، ورحيل رجال قضاء بسيارات مفخخة وقنابل مزروعة في الطريق، ونجاة رجال دولة بحول الله من موت محقق بمحاولات اغتيال رخيصة وخسيسة !

عاشت مصر كل هذه الأحداث، وما زالت تواجه إرهابا تخطي كل الحدود المألوفة للإرهاب.. توحش وفجر واستهدف الرجال والنساء والأطفال في بيوت الله كنائس ومساجد.. ووصل بحقده وغله وغبائه إلى أبعد مدى وقرر يواجه الشعب بعد فشله في مواجهة الدولة ومؤسساتها !

ومع ذلك كان سلاح مصر هو التمسك بالأمل والعمل، وصياغة نهج جديد يبني وطنا قويا، ولكي تنجح مصر كان لابد من اعتماد التحدي أسلوبا وإستراتيجية.. وقد كان.. فخاضت مصر معركة مواجهة الإرهاب بثبات وقوة وتحدي تجلي في تضحيات من بذلوا الدم وقدموا الروح فداء لها وما زالوا.. تحدي أهالي الشهداء ألم فراق الأحبة، وانتصروا على مشاعر الحزن وحولوها إلى طاقة غضب للقصاص ومواصلة المواجهة، وخاضت مصر معركة البناء في مشروعات تم إنجازها في زمن قياسي بإرادة التحدي فكان مشروع قناة السويس الجديد الذي تم إنجازه في عام واحد في صورة تحدي واضح لكل المعايير العالمية لهذه المشروعات، والانتصار على الوقت في بناء مساكن بديلة للعشوائيات التي ظلت سنوات بلا حلول إنسانية، وأعادت مصر ترميم وبناء كل تم هدمه وتخريبه وحرقة من منشآت وكنائس، وخاضت معركة توفير الطاقة وحققت إنجازا حقيقيا يشهد به الجميع في الداخل والخارج.

كان تحدي مصر لمواجهة مرض الكبد اللعين لا مثيل له حتى صار نموذجا يحتذي لدول أخري، وما زال التحدي قائما في الصحة والتعليم ومواجهة الفساد بكل صوره وأشكاله !

وإذا اعتبرنا أن الزمن هو العدو الحقيقي في معركتنا مع الإرهاب وتطهير الوطن منه فقد جاء تكليف الرئيس لرئيس أركان الجيش ولوزير الداخلية بتحديد مدة 3 شهور للانتهاء من تطهير سيناء من الإرهاب وفرض السيطرة كاملة عليها وإعادة بناء ما تسبب في هدمه الإرهاب تحدي جديد يضاف للتحديات التي تواجهها مصر وتنتصر فيها.

الأمل والعمل والتحدي سر قوة المصريين في معركة الوجود التي يخوضونها بثبات وقوة وعزم، وسر انتصارهم على كل مؤامرات التفكيك والفتنة، وإذا كان كل العالم يقول.. الدم غالي.. فالمصريون يقولون.. الوطن أغلي.. وتحيا مصر

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز