" قضية الإستثمار فى بلدنا " "حياة أو موت" !!

بقلم : د. حماد عبدالله

فى سياق تدليع الصناعة المصرية وسياسة الإنفتاح وما إستتبع ذلك من سياسات فى ظل حكومات متعددة ، إلا أن منذ ثورة يونيو 2013 ودولة برئاسة رئيس منتخب من الشعب وتولى الحقائب الإقتصادية ، مجموعة منسجمة من الأشخاص والأفكار وأيضاَ التوجه ، لا نستطيع أن ننكر بأن طفرة بدأت فى مؤشر توجه الدولة إلى تطبيق أليات السوق ، وتأكيد لإندماجنا فى الإقتصاد العالمى ولعل العمل المشترك بين  حقائب "المالية والإستثمار والتجارة والصناعة والتخطيط" كان لهذا التعاون والتناغم بينهما أثراً مباشراً على مؤشر النمو والذى وصل إلى أكثر من 5% كما اعلنت أخيراً الأستاذة الدكتورة "هالة السعيد" .

وإسثمارات مباشرة أكثر من 7 مليار دولار كل هذه العناصر التى ساهمت فى دفع المؤشر لم يشفى غليل المصريين كل هذا النجاح الورقى فى نظرهم فالشعب ينتظر أن يترجم هذا النمو وهذه الإستثمارات إلى مرتب يزداد ، وإلى سلع متوفرة بالأسواق يستطيع شرائها ، وإلى إجازة سنوية فى مصيف أو مشتى يستطيع المصرى أن يأخذ أسرته إليها ولو حتى لثلاث أيام ..

كل هذا لم يتوفر ولا يوجد من أدلى بتصريح يطمأن المصريون بأن هذا قادم ..

 إلا أن الطبيعى جداَ بأن تلك الإستثمارات التى دخلت السوق فى مصر على شكل مصانع جديدة وشركات تأسست كل هذا لن يتأتى له دخول طور الإنتاج والتشغيل قبل عامين على الأقل وتركيب الماكينات وإنتاج العينات وماشكل ذلك من بدايات !!

وهنا ألا يجب أن يكون للإستثمار فى مصر جغرافياَ خاصة " ماستر بلان " ماهى المناطق المؤهلة لصناعات مثل البوتاسيوم والصوديوم ، والبتروكيماويات ، وأخرى مخصصة للكربون والأسمنت والحديد ، ألا يجب أن تكون جغرافيا الإستثمار فى مصر هى البند رقم واحد ، فى مفاوضاتنا فى جلب إستثمارات جديدة للبلاد  ألا  نتعظ مما سبقونا فى عصور نسميها بالجاهلية أيام أن خصصت المحلة الكبرى للغزل والنسيج كمدينة كاملة ومدينة كفر الدوار والبيضا للتجهيز والصباغة وتحضير المنسوجات ، ومدينة دمياط بأكملها إقتسمت الصناعات الخشبية والحلويات،

( المشبك ) والجبنة بأنواعها ومع ذلك ألم نبدأ فى وضع بنية أساسية فى شمال غرب خليج السويس لمسطح 95 مليون متر مربع على مناطق محددة مخططة لمثل تلك الصناعات الثقيلة ، وإنشائاً وصرفنا المليارات على إنشاء ميناء السخنة الذى خصص بأكمله وأرصفته لمثل تلك الصناعات .

ألم نضع تصور وتخطيط لمدينة صناعية كبيرة غرب وجنوب مدينة بورسعيد بعد أن سحبنا ترخيص السوق الحرة منها ووعدنا شعبها بتحويل المدينة إلى مدينة إنتاج صناعى ، وبالفعل تحولت بعض الصناعات البتروكيماوية إليها لماذا نتعامل برد الفعل فى الموضوعات المصيرية بالنسبه لشعبنا ، قضية الإستثمار وتشجيعه قضية حياتيه بالنسبة لشعب مصر ، ومستقبله وعلى تقدمنا فى الإستثمار يتوقف نمو هذا الشعب أو لاقدر الله...!!