عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
روزاليوسف والتابعى: صداقة الزمن الجميل!

روزاليوسف والتابعى: صداقة الزمن الجميل!

بقلم : رشاد كامل

كان آخر ما يخطر على بال الأوساط الصحفية والسياسية أن تختلف السيدة «روزاليوسف» والأستاذ «محمد التابعى» ويكون من نتيجة هذا الخلاف أن يترك «محمد التابعى» روزاليوسف ومعه الأساتذة «مصطفى وعلى أمين» والشاعر الزجَّال «د.سمير عبده» والرسام «صاروخان» وغيرهم!



خرج «التابعى» ليؤسس مجلة آخر ساعة، وقررت السيدة «روزاليوسف» أن تصدر جريدة يومية كبرى هى «روزاليوسف» اليومية!!

وتقول السيدة «روزاليوسف»: عاد التابعى من أوروبا لتقع بيننا الخلافات فقد أخذ المحيطون به يدفعونه إلى الخروج والانفراد بعمل مستقل وكان جراء ذلك أن تعكر الجو وتوالت الخلافات على التافه والجليل، ولما اشتد الخلاف استدعانى الأستاذ «مكرم عبيد» - سكرتير الوفد- وكان يحب التابعى على العكس من «مصطفى النحاس» زعيم الوفد - الذى كان اطمئنانه إلىَّ أكثر- استدعانى ليتوسط فى الأمر، واقترح لتسوية الخلاف أن أجعل «التابعى» شريكًا لى فى ملكية المجلة، ولكننى اعتذرت وقلت له: إن اسم المجلة شىء خاص بى وأحب أن أحتفظ به لابنى، فهو الذى يستطيع أن يحافظ عليه بعدى».

وحين أفكر الآن -سنة 1953- فى أسباب الخلاف أجدها كلها تافهة وأجد أن الخلاف ثم الانشقاق كان طبيعيًا بل وحتميًا، كان لا بد أن يخرج هؤلاء وأن يسير كل واحد منهم وراء مستقبله ويشق طريقه».

وفيما بعد حرص الأستاذ «محمد التابعى» أن يروى قصة هذا الخلاف مع السيدة «روزاليوسف» فى مقال مهم أعاد نشره الأستاذ الكبير «صبرى أبوالمجد» فى كتابه «محمد التابعى»!!

يقول الاستاذ «التابعى»: الواقع إنه لم يكن سهلًا على نفسى أن أترك «روزاليوسف» وصاحبتها بعد زمالة فى العمل دامت تسعة سنوات وصداقة أربعة عشر عامًا..

لم يكن سهلًا.. فقد كُنت دائمًا أذكر لها يرحمها الله- أنها كانت بالنسبة لى أما وشقيقة معًا.. ولا أنسى وقد كُنت يومئذ أقيم بمفردى فى فيللا بشارع «أحمد مظهر» بالزمالك - لا أنسى ليلة عاودنى المغص الكلوى الشديد، فقمت ووضعت معطفًا فوق ثياب النوم، وسرت وأنا منحنى الظهر أبحث عن عربة أو سيارة إلى أن وجدت تاكسيًا عند تقاطع شارع حسن صبرى مع شارع 26 يوليو.. وذهبت إلى مسكنها فى شارع الحواياتى وكانت الساعة قد جاوزت منتصف الليل!

ضغطت على زر الجرس وفتح لى الباب زوجها الأستاذ «زكى طليمات» الذى كان قد عاد من باريس فى عام 1928 - أى منذ ثلاث سنوات- وهبت هى من نومها مذعورة تسأل ما الخبر؟! واستندت إلى ذراع «زكى طليمات» وقادنى إلى غرفة نومه التى كان فيها سريران.. ونمت فى أحدهما، بينما ذهبت هى وملأت «قربة» من الجلد بالماء الساخن.. ووضتعها على موضع الألم.

وبقيت فى دارها أربعة أيام، زارنى خلالها المرحومان السيدان «مصطفى النحاس» و«مكرم عبيد» بعد أن عرفا بمرضى.

لقد قامت رحمها الله هى وزوجها الأستاذ «زكى طليمات» على خدمتى وتمريضى طوال الأيام الأربعة إلى أن أستطعت مغادرة الفراش والعودة إلى مسكنى فى الزمالك!

ويمضى الأستاذ «التابعى» قائلا: ومن هنا لم يكن سهلا على نفسى أن أتركها فى عام 1934، وأترك مجلة «روزاليوسف»، ولكن واحدًا أو اثنين من الانتهازيين المستغلين- وقد انتقلا إلى رحمة الله- كانا أفهماها إنه لا حاجة بها لأن تتقاسم معى ربح المجلة.. وأن مجلة «روز اليوسف» لو طبعت ورق أبيض بيعت فى السوق لأن اسمها كان يكفى لحمل القراء على شرائها وهكذا.. قدر!

ولقد عرفت رحمها الله الحقيقة بعدئذ وكتبت كلمة فى مجلتها قالت ما قالته فى وصف أخلاق الاثنين المذكورين، وأشادت بى فى كلمة طويلة ثم التقينا صدفة فى رمل الإسكندرية بعد صدور مجلتى الجديدة - آخر ساعة- بشهر ونصف الشهر واقترحت علىَّ يرحمها الله أن أعود إلى عملى فى روزاليوسف! ولكننى قلت:

- ماذا يقول الناس عنى إذا أنا أغلقت مجلتى وعدت إليك بعد ستة أسابيع، وأكدت أننى سوف أكون دائمًا فى خدمتها واننا نستطيع أن نتعاون معًا ونبقى أصدقاء كما كنا.

وتبقى دلالة ما كتبه الأستاذ «التابعى» وهو أن الخلاف فى الرأى لايفس للود قضية، وهناك أيضًا العيش والملح ومشوار النجاح المشترك.

لقد كان الاستاذ «التابعى» هو أول من اتصلت به السيدة «روزاليوسف» وكان وقتها موظفًا فى مجلس النواب ويكتب النقد الفنى لجريدة الأهرام، بأسلوبه اللاذع أو كما تقول «روزاليوسف» لا ينقطع عن التشنيع على الممثلين والممثلات وابتكار الاسماء الساخرة لهم دون أن يكرهه أحد منهم بالرغم من كل شى.

وللحكاية بقية!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز